خلفيات تأسيس انفصاليي الداخل لهيئة حقوقية جديدة؟
هوية بريس – عبد الصمد إيشن
أعلن مجموعة من الصحراويين ذوي النزعة الانفصالية، بزعامة أمينتو حيدار ، والمعروفين بانفصاليي الداخل، عن تأسيس “اطار جديد” يحمل إسم “الهيئة الصحراوية لمناهظة الاحتلال المغربي”، بمدينة العيون، وذلك بعد أن حلت ما يسمى بجمعية كوديسا.
وفي هذا الصدد، أوضح محمد الزهراوي، أستاذ العلوم السياسية بكلية الحقوق بجامعة القاضي، أن تحليل دلالات ودواعي تأسيس هذا “المولود الجديد” وطبيعته في الأقاليم الجنوبية من خلال استحضار خلفيات أساسية. أولها، أن الاعلان عن هذا “التنظيم الانفصالي” الموازي لجبهة البوليساريو يأتي في سياق وتوقيت خاصين، وأنه جاء بالتزامن مع التحركات الاستفزازية في معبر الكركرات لبعض المحسوبين على البوليساري. موضحا أنها تحركات في المجمل وإن اختلفت طبيعتها وشكلها، فإن هدفها هو محاولة الضغط محليا على المغرب، ودوليا على مجلس الامن من خلال محاولة خلق حالة من التوتر والاحتقان وتهويلها والنفخ فيها إعلاميا لإثارة انتباه المنتظم الدولي.
وأضاف المتحدث، أن الخلفية الثانية للموضوع هي أن جبهة البوليساريو تعيش على إيقاع عزلة دولية واحتقان داخلي غير مسبوقين، خاصة في ظل انحسار وجمود مخطط التسوية الاممية، لاسيما وأن منصب المبعوث الأممي لا يزال شاغرا لمدة تقارب السنة ونصف، وانسداد الأفق في مخيمات تندوف. معتبرا إياها، عوامل تدفع قيادة البوليساريو الحالية إلى اللعب بآخر الاوراق، ومحاولة تصدير الأزمة الداخلية عبر تحريك أذرعيها وأجنحتها الموازية في الأقاليم الجنوبية، من خلال ثنائية التحرك الميداني والأسناد الاعلامي، لامتصاص غضب ساكنة المخيمات، ومحاولة تحريك مسار التسوية الاممية.
كما أكد ذات المتحدث، أن خلق “تنظيم جديد” موازي في الأقاليم الجنوبية المغربية، يعتبر تحولا نوعيا في إستراتيجية جبهة البوليساريو، لاسيما وأن هذا التنظيم منذ تأسيسه يرتكز على بنية عسكرية شمولية، تعمل وفق بناء تنظيمي مركزي صارم، حيث ترتكز هذه البنية على ايديولوحية انفصالية شوفينية ذات طابع اسطوري، قائمة على الولاء المطلق، وتعادي من يخالفها أو من يحاول أن يناقش تصوراتها و تصرفاتها، هيكلة تنظيمية عسكرية يدبر من خلالها الزعيم أو من يحركه كافة المستويات السياسية والإعلامية. مضيفا، أنها لا تسمح بتأسيس الإطارات الموازية خاصة السياسية منها.
وأوضح المحلل السياسي محمد الزهراوي، أنه لم يسبق أن أسست البوليساريو أو أعطت الضوء الأخضر لاجنحتها وخلاياها النسائية والشبابية في المناطق الجنوبية بخلق تنظيمات موازية لتعمل بدون سقف محدد سلفا، حيث اكتفت في السابق بخلق تنظيمات ذات نزعة حقوقية و دعائية. معتبرا، أن هذا التحول النوعي ربما يؤشر على أن البوليساريو أصبحت تراهن على “التنظيمات الموازية”، وذلك لتحقيق هدفين اثنين،. أولها حسب المتحدث، مواجهة ومزاحمة التنظيمات الجديدة ومحاولة التشويش عليها لتفادي وقوع انشقاقات داخلية، حيث ظهرت في الآونة الأخيرة بعض التنظيمات الجديدة، كحركة صحراويون من أجل السلام التي يتزعمها الحاج احمد بريك، حيث باتت هذه الحركة تنازع البوليساريو في الشرعية التمثيلية، والهدف الثاني، هو محاولة خلق تنظيمات للاشتغال ميدانيا في الجنوب المغربي وفق مستويات متعددة بعد فشل التنظيمات الأخرى ذات الطابع الحقوقي مثل الكوديسا.