الجمعة عنوان إسلامية الدولة
هوية بريس – إبراهيم الطالب
فقد أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية اليوم عن الرفع من عدد المساجد المفتوحة إلى 10 آلاف مسجد، وإقامة صلاة الجمعة في بعضها، بالإضافة إلى الصلوات الخمس، وذلك ابتداء من يوم الجمعة 16 أكتوبر الجاري.
صلاة الجمعة تمثل الواسطة من عقد كل الصلوات التي سنها الإسلام لأتباعه، من خطبتها يتزود المسلم زاد التقوى حتى يكون مثالا للمؤمن الصالح في مجتمعه، هي بمثابة اجتماع أسبوعي لكثير من المسلمين الذين باعدت بينهم المسافات، يجتمعون كل أسبوع يتفقدون بعضهم البعض.
ولأهميتها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن يتغيب عن حضورها: “لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات يعني: عن تركهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم، ثم ليكونن من الغافلين”.
وقال عليه الصلاة والسلام: “من ترك صلاة الجمعة ثلاث مرار بغير عذر طبع على قلبه”.
ففي صلاة الجمعة حياة للقلوب، وتهذيب للسلوك، وتواصل بين المؤمنين، فهي من العبادات التي تتمركز حولها كثير من الوظائف التي تبني الأجيال وتوجه الضمائر وتقوي اللُّحمة بين الأفراد.
والجمعة حتى من اسمها تدل على الإجتماع والجماعة والتجمع، أي ضد التفرق والتشرذم والتشتت، فهي عبادة دينية وفعل اجتماعي ومناسبة ثقافية تزود المتعلم بثقافته الأصيلة وتذكر مَن يعلم بأمور دينه، وتأخذ بروح من تشتت به سبل الحياة طيلة الأسبوع لتنفث فيها الطمأنينة والسكينة والاعتدال.
ورغم أهميتها نجد وزارة الأوقاف قد سوفت كثيرا في استئناف إقامها، حتى انزعج المؤمنون وضجوا، وحتى من كان مع إيقافها في بداية الوباء صار لا يرى مسوغا للتماطل في استئناف إقامتها، لذا نأسف أن كانت المساجد آخر اهتمامات سعادة الوزير، الذي يبدو أنه يتجنب تحمل مسؤولية أخذ القرار، وكلما سئل عن الصلاة والجمعة قال إن الأمر مرتبط بزوال الوباء، ثم يأتي القرار ويبقى الوباء، ربما لا يعلم السيد الوزير أن الجمعة عنوان إسلامية الدولة وأن إلحاحيتها وضروريتها أكبر وأخطر من ضروريات الاقتصاد والسياسة.
نحتاج إلى تدبير أرقى وأمثل لشأنها الديني، فالإسلام محوري في حياة المغاربة، وليس ترفا أو كماليا.
نسأل الله العظيم أن يعلم المسؤولون قدر الإسلام ودوره في تدبير الشأن العام، وقدرته على حل كثير من المشاكل والمعضلات التي نتخبط فيها.
فاللهم ارفع عنا العذاب والوباء وسوء التدبير ورد المسلمين حكاما ومحكومين إلى دينك وشرعك.