القدس المحتلة .. عمليات تجريف في مقبرة إسلامية تاريخية لبناء حديقة توراتية
هوية بريس – وكالات
ذكرت مصادر فلسطينية في القدس المحتلة، أن جرافة تابعة لبلدية الاحتلال في القدس، أقدمت صباح اليوم الاثنين 14 دجنبر، على تنفيذ أعمال تجريف وهدم عند مدخل مقبرة اليوسفية في القدس المحتلة، تمهيدا لتنفيذ مخطط مسار “الحديقة التوراتية” اليهودية، داخل المقبرة التي يطلق عليها أيضا “مقبرة الشهداء”.
وكانت قوات الاحتلال، هدمت قبل عدة أيام سور المقبرة الملاصق لباب الأسباط، وأزالت درجها الأثري، أيضا إضافة إلى الدرج المؤدي إلى امتدادها من مقبرة الشهداء، تمهيداً لجرف الأرض وعمل حديقة مكان القبور الموجودة.
وحاول عدد من المواطنين المتواجدين في المكان التصدي لذلك، لكن طواقم وشرطة الاحتلال، منعتهم من الاقتراب من المكان.
وتقع مقبرة اليوسفية الإسلامية التاريخية التي تبلغ مساحتها نحو 14 دونمًا في الجانب الشرقي من سور البلدة القديمة بالقدس والمسجد الأقصى المبارك، وشمال مقبرة باب الرحمة، وتعد امتدادًا لها بمحاذاة سور البلدة، ويفصلهما باب الأسباط.
وتحوي قبورًا للعائلات الفلسطينية التي تعيش بمدينة القدس، ويقع شمال المقبرة صرح الشهداء لجنود أردنيين استشهدوا عام 1967، لذلك سميت “مقبرة الشهداء”.
وفي عام 2014 منع الاحتلال الدفن في جزئها الشمالي وأزال 20 قبرا تعود إلى جنود أردنيين استشهدوا عام 1967، فيما يعرف بمقبرة الشهداء ونصب الجندي المجهول.
وقال رئيس لجنة رعاية المقابر الإسلامية في القدس، مصطفى أبو زهرة، في بيان: “إن المقبرة تحوي “ضريح الشهيد”، إضافة إلى العديد من القبور القديمة والحديثة كما تضم في ثراها شهداء معركة القدس في يونيو 1967، من مدينة القدس وجنود أردنيين، كما دفن مقدسيون جنوب المقبرة، لافتا إلى أن مساحة المقبرة تبلغ نحو 4 دونمات، وهي الامتداد الشمالي لمقبرة اليوسفية البالغ مساحتها نحو 25 دونما، والتي تعرضت للعديد من انتهاكات أذرع الاحتلال في الآونة الأخيرة.
وأشار أبو زهرة إلى أنّ هذا الاعتداء الذي تكرر قبل نحو 3 سنوات، تهدف من خلاله سلطات الاحتلال إلى إقامة حدائق توراتية، وهذا مرفوض لأنه بالأصل تم وضع اليد عليها لتكون مقبرة، وهي امتداد لمقبرة اليوسفية، ونحن بحاجة لها لدفن موتانا”.
ويضيف: “نرفض أن تكون المقبرة متنزهًا أو حديقة للغرباء، ومكانًا للتسكع ومطلة للآخرين، وعلى البلدية أن تجد حدائق أخرى غير المقبرة، كما نرفض الاعتداء عليها وهدم السلم المؤدي للمسجد الأقصى المبارك”.
ودعا أبو زهرة في تصريح صحفي، جميع المقدسيين إلى التوحد من أجل حماية معالم مدينة القدس من بطش الاحتلال.
وأكد أبو زهرة أن الاحتلال يحاول انتهاز فرصة وجود الإدارة الأميركية الحالية لتنفيذ مشاريعه الاستيطانية في القدس، ومن ضمنها هذا المشروع الحساس والخطير جدًا في مقبرة الشهداء.
يذكر أن مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، أكد أن مقبرة اليوسفية وامتدادها تعد أحد أهم وأبرز المقابر الإسلامية في مدينة القدس، حيث تعج برفات عموم أهل المدينة المقدسة وكبار العلماء والصالحين، إلى جانب مئات الشهداء الذين استشهدوا منذ بداية الفتح العمري.
وحسب مجلس الأوقاف، فإن بلدية الاحتلال تعمل منذ فترة طويلة على محاصرة المقبرة وإحاطتها بالمشاريع التهويدية والمسارات والحدائق التلمودية على امتداد السور الشرقي، وبمحاذاة المقبرة بهدف إخفاء معالم الممرات والمواقع التاريخية الأصيلة المحيطة بالمقبرة.
يذكر أن الاحتلال يعمل منذ سنوات على إنشاء حدائق “تلمودية” في محيط سور القدس التاريخي، لطمس المعالم العربية الإسلامية، وإضفاء طابع تلمودي تهويدي على المدينة المحتلة. (وكالة قدس برس)
مزيد تطبيع فمزيد من سرقة أراضي أخوتنا المسلمين بفلسطين.