هكذا علق الكنبوري على خبر الاستقالة الجماعية لأكاديميين جزائريين بسبب الفساد والإملاءات الفوقية
هوية بريس – عابد عبد المنعم
تعليقا على خبر استقالة جماعية لخمسة مسؤولين جزائريين من معهد العلوم الإسلامية بجامعة الوادي احتجاجا على الفساد والإملاءات الفوقية لفائدة طلبة الماستر، اعتبر الدكتور إدريس الكنبوري أن هذه الاستقالة الجماعية تعكس الفساد العام الذي ينتشر في الجامعات العربية، وهو ما يفسر الشيء الكثير مثل تأخر ترتيب الجامعات العربية مقارنة بالأجنبية، وتراجع البحث العلمي وفساد النخبة المسماة بالنخبة الثقافية وغير ذلك.
وأصاف الكنبوري في تصريح لـ”هوية بريس” أنه لا يجب مع ذلك أن ننسى تقدم البحث العلمي في الجزائر وتونس مقارنة بالمغرب، رغم الفساد. وهذا يعني أن الفساد الجامعي في المغرب أكثر خطورة. وإذا أردنا أن نفهم العلاقة بين الفساد الجامعي والبحث العلمي فعلينا أن ننظر إلى الباحثين المغاربة الذين غادروا المغرب للعمل في مؤسسات ومراكز أجنبية وعربية مثل قطر، فما إن توفرت الشروط المادية والأدبية حتى تقدموا في مضمار البحث العلمي.
المفكر المغربي أشار في تدخله إلى أن هناك إدراكا بأن الفساد الجامعي في المغرب متغلغل بشكل خطير ويصعب علاجه بسبب ارتباطه بالشبكات الحزبية وغير الحزبية، والوسيلة الوحيدة هي تدخل أعلى سلطة في الدولة.
ما يثير هو أن هؤلاء الأساتذة الجزائريين الذين قدموا استقالتهم برروا ذلك بالمسؤولية الشرعية، وهذا هو الواقع لأن الفساد في الجامعة هو فساد في محراب العلم الذي يجب أن يكون في خدمة الهوية الدينية والوطنية، فهو إفساد في الأرض بكل صراحة وباختصار شديد.
وختم الكاتب والروائي المغربي تعليقه على هذا الموضوع بقوله “المؤسف اليوم أن الجامعة المغربية أصبحت مؤسسة للتوظيف لا للبحث العلمي، هناك المئات من الأساتذة في الجامعات المغربية يستحقون أجورا لكي يعيشوا، لكن لا يستحقون أن يكونوا مؤطرين لطلبة لأنهم في حاجة إلى إعادة تكوين. وما يزيد الطين بلة أن الدولة تغض الطرف عن هذا الفساد وتعتقد أنها بذلك تكسب الجامعة إلى جانبها، لكنها مخطئة. ونتيجة هذه السياسات هي أن الجامعة خرجت لنا الكثير من الانتهازيين والمرتزقة ولم تخرج لنا مثقفين وطنيين كما كان الأمر في الستينات والسبعينات”.