الإعلام الجزائري وضرورة العودة لجادة الصواب
هوية بريس – عثمان الفاطمي
ما صدر عن قناة الشروق الجزائرية من تطاول على جلالة الملك محمد السادس، تصرف بذيء ومنحط، لا يمت بصلة لأخلاقيات مهنة الصحافة والاعلام، وهو مخالف لميثاق أخلاقيات مهنة الصحافة للاتحاد الدولي للصحفيين، كما يبقى مخالفا لمختلف المواثيق الوطنية لمهنة الصحافة، بما فيها ميثاق أخلاقيات مهنة الصحافة الجزائري الصادر في 13 أبريل من سنة 2000، والذي يلزم الصحفيين الجزائريين في المادة 12 من باب واجبات الصحفي، بتجنب الترويج للعنف، ولا تسامح، ونشر الحقد والكراهية.
ما أقدمت عليه قناة الشروق الجزائرية، هو استفزاز لمشاعر كل المغاربة، ومس بشخص كل المغاربة سواء داخل الوطن أو خارجه، ومحاولة لزرع مشاعر الحقد والكراهية، والعنف بين شعبين شقيقين، تربطهما روابط وحدة الدين واللغة والتاريخ المشترك، ووحدة التطلعات والمصير المشترك، فالشعب الجزائري يكن كل الحب والاحترام للمغرب قيادة وشعبا، ولهذا لم يكن من الغريب استنكار فئات واسعة من الشعب الجزائري لهذا التصرف اللاأخلاقي، واللامهني عبر وسائل التواصل الاجتماعي في الجزائر، فما يجمع بين الشعبين الشقيقين أكبر من أن تفرقه الآلة الاعلامية الرسمية الجزائرية.
المغرب ظل دائما ملتزما بسياسة حسن الجوار مع الجزائر، كما ظلت وسائل الاعلام الرسمية المغربية ملتزمة بميثاق المهنة وأخلاقيات الصحافة، في احترام تام لعلاقات الجوار، والروابط المشتركة التي توحد الشعبين الشقيقين، فعوض أن يتجه الاعلام الرسمي الجزائري نحو نفس المسار، ويكرس قيم التسامح والحوار، وحسن الجوار، ويعمل على حلحلة المواقف الجزائرية الجامدة، نجده يصب الزيت على النار، ويستفز مشاعر الأمة المغربية، ويزرع بمثل هذه التصرفات الصبيانية والطائشة الكراهية والعداوة والبغضاء.
من الأقوال المأثورة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه “ألسنة الحكماء تجود بالعلم، وأفواه الجهال تفيض بالسفه”، فلا ينبغي لوسائل الاعلام المغربية الرسمية أن تجاري سفه الجهال، وأن تبقى في المقابل ملتزمة بعلم وحكمة الحكماء، فالتوجه نحو الامتناع عن أي ردود اعلامية رسمية مغربية هو عين الصواب، لأنه يعكس الالتزام الاعلامي المغربي بأخلاقيات الصحافة، واحترام الميثاق الدولي لأخلاقيات الصحافة والاعلام.
ينبغي لقناة الشروق الجزائرية أن تعود لجادة الصواب، وأن تعلم أن مراجعة الحق خير من التمادي في الباطل، وأن الاعلام اليوم مطالب أكثر من أي وقت مضى بنشر قيم التسامح والتعايش، وباحترام المواثيق الوطنية والدولية للصحافة والاعلام.