سخرية من “كوشنر” بعد وصفه الصراع الفلسطيني الصهيوني بأنه “خلاف عقاري”
هوية بريس – متابعات
وُجهت انتقادات لمستشار الرئيس الأمريكي السابق جاريد كوشنر الذي وصف في مقال نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي بأنه مجرد “خلاف عقاري”، وقال إن “أبرز” النزاعات في الشرق الأوسط في آخر مراحله.
وفي تقرير أعدته ستوتي ميشرا لصحيفة “إندبندنت” قالت فيه إن النقد وُجّه إلى كوشنر بسبب نسبته الفضل لنفسه في اتفاقيات التطبيع بين دول عربية وإسرائيل، في وقت قدم في مقالته نصائح لإدارة جوزيف بايدن لتعاملها مع إيران. وقال كوشنر إن بايدن اكتشف خداع إيران بشكل مبكر.
وفي مقاله الذي نشرته “وول ستريت جورنال” يوم الأحد، نسب فيه التقدم بعمليات السلام (التطبيع) لنفسه وللرئيس السابق دونالد ترامب، وقال: “في الوقت الذي عبّر الكثيرون عن قلقهم من عرض فريق بايدن العمل مع أوروبا والانضمام إلى الاتفاق النووي المعروف بالخطة الشاملة المشتركة للعمل، ولكنني رأيت فيه تحركا دبلوماسيا ذكيا”.
وكان ترامب قد انسحب من الاتفاق عام 2018، وأعاد فرض العقوبات على إيران، في ما وصفه كوشنر بأنه تحرك يعطي الولايات المتحدة “يدا قوية”. وقال إن “المفاوضات هي رهانات عالية، وشكرا لسياساته (ترامب)، فأمريكا لديها يد قوية”، مقترحا على إدارة بايدن أن تواصل العمل بنفس طريقة ترامب. وأضاف أن “إيران تتظاهر بالقوة ولكن وضعها الاقتصادي في حالة من الكرب وليست لديها القدرة على مواصلة النزاع أو النجاة بشكل دائم في ظل العقوبات الحالية”.
واستطرد قائلا: “يجب أن تتحلى أمريكا بالصبر والإصرار على أن أي صفقة يجب تشتمل على تفتيش نووي حقيقي ووقف الدعم للميليشيات الأجنبية”. وأضاف: “لو انخفض التهديد الإيراني، فعندها ستنخفض الميزانيات العسكرية”. واقترح أن نهجا تجاريا قد يؤدي إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية، والسعودية تحديدا.
وقال المستشار السابق لترامب، والبالغ من العمر 40 عاما، “إننا نشاهد آخر مراحل ما يطلق عليه النزاع العربي- الإسرائيلي مع أن الكثيرين لا يتفقون معه”.
وقالت مراسلة البيت الأبيض لصحيفة “واشنطن بوست” آني لينسكي في تغريدة: “جاريد كوشنر قدّم زعما كبيرا هذا الصباح في وول ستريت جورنال”. وقال مراسل صحيفة “نيويورك تايمز” السابق ستيفن غرينهاوس، إن جارد كوشنر كتب اليوم في صحيفة وول ستريت جورنال و”نسي على ما يبدو أن النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي لا يزال حيا”. وانتُقد كوشنر بشأن الطريقة التي وصف فيها النزاع بأنه مجرد “نزاع عقاري” وقلل من دور المتورطين فيه. وكتب كوشنر: “واحد من الأسباب التي جعلت النزاع العربي- الإسرائيلي مستمرا لوقت طويل هي أسطورة أنه يمكن حله عندما تحل إسرائيل والفلسطينيين خلافاتهم، ولم تكن هذه القاعدة أبدا”.
وأشار كوشنر إلى اتفاقيات إبراهيم، وقال إن النزاع “ليس أكثر من خلاف عقاري بين الإسرائيليين والفلسطينيين ويجب ألا يمنع علاقات إسرائيل مع بقية العالم العربي”. مضيفا: “سيتم حله في النهاية عندما يتفق الطرفان على خط حدود عشوائي”.
وقال مؤسس “كروكيد ميديا” تومي فيتور: “يصف جاريد كوشنر المفاوضات حول الدولة الفلسطينية بأنها نزاع عقاري، ومع ذلك، ألم يتحول مقاله المدرسي المتعجرف والساذج إلى مقالة رأي في وول ستريت جورنال؟”.
وجاء في مقال كوشنر: “فرصة تدعو الشرق الأوسط” أن “الهزة الأرضية الجيوسياسية التي بدأت باتفاقيات إبراهيم لم تنته. وأكثر من 130 ألف إسرائيلي زاروا دبي منذ أن استضاف الرئيس ترامب حفلة توقيع اتفاقية السلام في سبتمبر 2020. وفُتح خط الطيران لأول مرة في غشت. وازدهرت علاقات حميمة، وأنتظر لحين فتح خطوط الطيران المباشرة بين إسرائيل والمغرب”.
وعلقت بيس ليفين في “فانيتي فير” أن “كوشنر يعمل على ما يبدو مندوب طيران منذ خروجه من البيت الأبيض في يناير. واقترح أن حل النزاع العربي- الإسرائيلي هو في القدرة على زيارة دبي”.
وتقول: “لو فاز ترامب بولاية ثانية، فيمكن المراهنة أن جارد الشاب كان قادرا على حل النزاع من خلال صيد الفلسطينيين ومنح كل واحد منهم بيتا من غرفتين وحمام وعقد حر لمدة 12 شهرا”.