الشيخ يحيى المدغري في خطبة العيد: طالب بسياسة شرعية ومصارف إسلامية

هوية بريس – إبراهيم بيدون

السبت 19 أكتوبر 2013م

في إطار كلامه يوم خطبة عيد الأضحى عن الأمانة، طالب الشيخ يحيى المدغري مدير مدرسة ابن القاضي للقراءات والرسم والضبط بمدينة سلا رجال السياسة ومن يحكمون ويسيرون شؤون الناس باعتماد السياسات المؤيدة للشرع والثوابت، كما طالب علماء الاقتصاد بحماية الأمة من التبعية واعتماد الاقتصاد الإسلامي وفتح المصارف الإسلامية وحذر من التعاملات الربوية، وهذا نص كلامه:

“كما أن الدين أمانة في نفوس الأفراد؛ فهناك أمانة خاصة يحملها القادة والساسة، الذين يخططون لمصالح الأمة العليا ولمشاريعها الكبرى.

فأول الأمانة الملقاة على المسؤولين أن يضعوا للأمة السياسة العادلة، وأن يقوها شر المتربصين بها من أعدائها والمتخاذلين معهم؛ وأن يحرصوا على سياسة حكيمة تبعد الأمة عن التهور وعن الصراعات والسياسات الطائشة.

واعلموا يا من ابتلاكم الله بالحكم؛ ويا من ابتلاكم الله بتسيير شؤون الشعب، اعلموا أنكم مؤتمنون، وأنها أمانة، وأنها يوم القيامة حسرة وندامة؛ فعليكم أن تضعوا سياسة تؤيد الشرع والثوابت وتقي الأمة من الانزلاق.

وأن الأمانة الملقاة على عاتق رجال الاقتصاد منكم أن يحموا الأمة من التبعية، وأن يعملوا على إيجاد أصول الاقتصاد الإسلامي، وفتح المصارف الإسلامية لرفع الحرج عن الأمة، لرفع الحرج عن الأمة، لرفع الحرج عن الشعب؛ فإنه من العجب العجاب أن نجد دولا دون مستوى بلدنا بمراحل تتوفر فيها مصارف إسلامية كموريتانيا وجيبوتي، بل وحتى في البلاد غير الإسلامية كفرنسا وبلجيكا وبريطانيا وأمريكا وألمانيا وغيرها.

ونعجب كل العجب حين ننظر في بلدنا؛ في بلد القرويين، في بلد العلم والعلماء، فلا نجد مصرفا واحدا له مرجعية إسلامية، فإن هذا حرج عظيم نوقع فيه أبناء أمتنا وأبناء شعبنا.

لقد ارتفعت راية الربا في المعاملات المالية، وامتلأت الساحة بالأطروحات الاستثمارية والمساهمات الربحية مما جعل الناس يتهافتون عليها؛ فاحذروا الربا حكاما ومحكومين؛ فاحذروا الربا فالربا حرب على الله ورسوله، “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْب مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ”.