المغرب يصعد.. الأزمة مع مدريد لا علاقة لها بقضية “غالي” ولم تبتدئ بوصوله ولن تنتهي برحيله
هوية بريس – متابعات
اعتبر المغرب أن مثول زعيم جبهة البوليساريو أمام القضاء الإسباني يوم غد الثلاثاء، واستقباله سرا من طرف مدريد، لا يعتبر أصل المشكلة، مؤكدا على أن المشكلة هي مسألة الثقة المحطمة بين الشركاء، معتبرا أن جذور الأزمة هي مسألة دوافع إسبانية معادية في ما يتعلق بالصحراء المغربية، التي هي قضية مقدسة للشعب المغربي.
وقالت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج في بلاغ لها اليوم الاثنين 31 ماي، إن قضية ما يسمى غالي، كشفت هذه المواقف العدائية والاستراتيجيات الضارة لإسبانيا تجاه قضية الصحراء المغربية، وكشفت تواطؤ الجار الشمالي مع خصوم المملكة لتقويض وحدة أراضي المغرب.
وذهبت في بلاغها الموجه للشعب الإسباني بالدرجة الأولى، إلى أن الأزمة مع مدريد لا علاقة لها بقضية غالي، مشددة على أن الأزمة لا تبدأ بوصوله ولا تنتهي برحيله، مؤكدة: “إنها مسأله ثقة واحترام متبادل محطمة بين المغرب وإسبانيا، ما شكل اختبارا لمصداقية الشراكة بين المغرب وإسبانيا”.
ويرى المغرب أنه إذا كانت الأزمة مع إسبانيا لا تنتهي بظهور المسمى “غالي”، فلا يمكن حلها بالاستماع وحده.
وشدد المغرب على أن توقعاته المشروعة تتجاوز ذلك من خلال توضيح لا لبس فيه من قبل إسبانيا لخياراتها وقراراتها ومواقفها.
وتساءلت الخارجية المغربية في بلاغها “كيف يمكن للمغرب في هذا السياق أن يثق بإسبانيا مرة أخرى؟ كيف يمكن معرفة أن إسبانيا لن تتآمر مرة أخرى مع أعداء المملكة؟ هل يمكن للمغرب الاعتماد حقا على إسبانيا بأنها لن تتحرك من وراء ظهره؟ كيف تستعيد الثقة بعد هذا الخطأ الجسيم؟ ما هي ضمانات الموثوقية التي يتمتع بها المغرب حتى الآن؟ في الواقع، يتعلق الأمر بطرح السؤال الأساسي: ما الذي تريده إسبانيا حقًا؟”.
واعتبرت الخارجية أنه لا يمكنك محاربة الانفصال في المنزل وتشجيعه عند جارك، إذ لم يسبق للمغرب أن استغل أبدا النزعة الانفصالية، خاصة مع جيرانه.
وذكرت الخارجية أن سياسة المغرب تجاه إسبانيا كانت على الدوام واضحة وضوح الشمس، فخلال الأزمة الكاتالونية، لم يختر المغرب الحياد، وكان من أوائل الذين وقفوا بحزم ووضوح وقوة إلى جانب وحدة الأراضي والوحدة الوطنية لجاره في الشمال.
وتساءلت الخارجية “ماذا كان سيكون رد فعل إسبانيا لو تم استقبال شخصية انفصالية إسبانية في القصر الملكي المغربي؟ كيف سيكون رد فعل إسبانيا إذا تم استقبال هذا الشخص علنًا ورسميًا من قبل حليفها الاستراتيجي، وشريكها التجاري المهم، وأقرب جار لها من الجنوب؟”.
ويضيف البلاغ “في خضم هذه الأزمة الخطيرة بين المغرب وإسبانيا، لطالما ميز المغرب بكل وضوح، من جهة، بين الشعب الإسباني وبعض الزعماء السياسيين المتبصرين الذين يتشبثون بالصداقة مع المغرب وبحسن الجوار، ومن جهة أخرى، بين بعض الأوساط السياسية والحكومية والإعلامية ومن المجتمع المدني، التي تسعى إلى توظيف قضية الصحراء المغربية والإضرار بمصالح المغرب. هذه الأوساط نفسها هي التي تواصل النظر إلى المغرب، من منظور عفا عنه الزمان، وبرؤى متجاوزة، ودون تخلص من رواسب الماضي.
المغرب، وبكل وضوح، ليست له أية مشكلة مع شعب إسبانيا، ومواطنيها، وفاعليها الاقتصاديين، والثقافيين وسياحها، الذين يتم استقبالهم بحرارة كأصدقاء وكجيران بالمملكة.
وهناك بعض المواطنين الإسبان يعملون حتى في القصر الملكي المغربي، وذلك قبل ميلاد جلالة الملك، وأصحاب السمو الملكي، الأمراء والأميرات. وهذا يدل، في الواقع، على أن المغرب لم يفرط في الروابط الإنسانية المتينة والقوية بين المغرب وإسبانيا.
وسيظل المغرب متمسكا بروابط الصداقة الطبيعية والأصيلة تجاه الشعب الاسباني. وتأمل السلطات المغربية في أن يتم نشر هذا البيان كاملا لتنوير الرأي العام الإسباني ومده بالحقائق والمعطيات والأرقام”.