بمقدور سوق الجنوب المساهمة في حل الأزمات في بلدان الشمال
هوية بريس – و م ع
السبت 26 أكتوبر 2013م
أكد الرئيس المدير العام للمجمع الشريف للفوسفاط مصطفى التراب، أمس الجمعة بالرباط، أنه بإمكان سوق الجنوب المساهمة في حل الأزمات في بلدان الشمال، مبرزا “المنحى الواضح لتعزيز العلاقات جنوب-جنوب”.
وقال التراب، خلال افتتاح الدورة الثالثة لمنتدى “حوارات الأطلسي” المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إن “إفريقيا تبرز وتتموقع بطريقة جد ذكية في السوق الدولية التي تعرف منحا تصاعديا على مستوى تعزيز علاقات جنوب-جنوب”.
وأبرز الرئيس المدير العام للمجمع الشريف للفوسفاط تعاظم الدور الإفريقي في مختلف القطاعات الرئيسية الكفيلة بتحفيز النمو الاقتصادي، خاصة الفلاحة التي تستفيد حاليا من استثمارات مهمة تأتي من البلدان النامية .
في المقابل، أعرب التراب عن أسفه لعدم إدراك الجنوب للفرص التي تتيحها ضفة الجنوب والتي يمكن أن تشكل حلولا حقيقية للأزمات الاقتصادية والمالية، متسائلا عن نوعية تأثير الأزمة على الاستثمارات بإفريقيا .
وفي مداخلة مماثلة، أكدت الأمينة التنفيذية لمؤسسة تعزيز القدرات في إفريقيا فراني لوتيي، تنامي الاستثمارات “إفريقيا-إفريقيا”، موضحة أن العديد من الأشخاص غادروا الشتات الإفريقي وعادوا من أجل الاستثمار، ما يظهر، حسب قولها، مختلف الفرص التي تتيحها السوق الإفريقية التي يمكنها أن تنافس تلك المتاحة في البلدان المتقدمة .
وفي نفس السياق، دعت رئيسة مجموعة سيلفر باركر، استر سيلفر باركر ضفة الشمال إلى تصحيح نظرتها للمهاجرين وإلى اعتبارهم موردا للاستثمار مستقبلا .
وتعتبر حوارات الأطلسي مبادرة هامة تطمح إلى تعزيز الحوار والتنمية المشتركة بين دول حوض الأطلسي، والتي عرفت هذه السنة مشاركة ما يقرب عن 400 من كبار المسؤولين بالقطاعات العمومية والخاصة وممثلي 52 دولة من أوروبا وأمريكا الجنوبية والكارايبي وإفريقيا، إضافة إلى الولايات المتحدة وكندا والصين والهند.
ويعرف هذا المنتدى المنظم بمبادرة من مؤسسة المجمع الشريف للفوسفاط ومركز البحث والتفكير والحكامة، بشراكة مع صندوق مارشال الألماني للولايات المتحدة الأمريكية مشاركة كبار المحاضرين المرموقين على الصعيد العالمي، حيث ستتمحور مداخلاتهم حول مجموعة من المواضيع الاستراتيجية من قبيل التحديات التنموية الإقليمية المشتركة، والتحديات الاقتصادية والبيئية والطاقية في منطقة المحيط الأطلسي، إلى جانب مواضيع إقليمية كصعود دول مثل البرازيل، والدور المتنامي للصين إلى جانب البروز الملحوظ لكل من إفريقيا وأمريكا اللاتينية على الساحة الدولية.
كما يعكس هذا المنتدى طموحات صندوق مارشال الألماني للولايات المتحدة الأمريكية كمحفز للتعاون العابر لمنطقة الأطلسي المعنية بالقضايا والتحديات المستقبلية العالمية.
ويعتبر المنتدى موعدا لا محيد عنه في قائمة الملتقيات الدولية، والذي يؤكد مرة أخرى التوجه الأطلسي للمغرب ويضع كلا من المجمع الشريف للفوسفاط ومؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط ومركز المكتب للبحث والتفكير والحكامة، في قلب القضايا المتعلقة بالتعاون الأطلسي جنوب-جنوب.