عندما يحمل الإسفاف على الأكتاف
الشيخ عمر القزابري
هوية بريس – الأحد 06 نونبر 2015
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، أحبابي الكرام:
لا شيء يزين الفتى مثل العقل، والعقل له شواهد تشهد بوجوده أو تدل على غيابه، من شواهده بصيرة مجلية، تمنح التمييز بين الصواب والشطط، فهو ميزان قام به الإنسان، وبالميزان قام وجود الإنسان، (والسماء رفعها ووضع الميزان) والكرامة من أكبر ثمرات العقل المحكوم بالميزان، الذي يقول لك، اعرف نفسك، واعرف غيرك، وأنزل الكل منزله المناسب له، بقدر إسهامه في ترسيخ القيم، قيم الحق، وقيم البذل، بذل ما يسعد البشرية، ويكون خيط نسج في ثوب عزها وتقدمها، وبهذا الاعتبار يكون التعامل مع الغير.
ومن كان من أهل النفع للعباد، علما وتعليما، ونفعا وتقويما، وبناء وتوطيدا، وهداية وترشيدا، فلْيُحْمَلْ ساعتها على الأكتاف ولا ضير، مع أن من كانت هذه سماته، فلن يقبل أبدا أن يحمله أحد، لأنه تعود أن يحمل هموم الناس باحثا عن مخارجها، وآلامهم باحثا عن علاجها، فهو على التواضع محمول، وعلى الهدوء مجبول، ،وهذا سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم، المنقذ الإمام، لم يكن يقبل أن يقوم له الناس فضلا عن أن يحملوه، لأن الكبار كبار، أرواحهم سواحة في عالم الملكوت، لا يلتفتون إلى ألوان العبثية الموغلة في الصبيانية، ،وشتان بين القمم والرمم..
نحن لا علاقة لنا الآن بالمحمول، ولكن سؤالنا للحامل، ما الذي حملك على أن تحمل الذي حملت؟ أو نسأله بصيغة أخرى، على حملها من حملك؟ أعندك عقل أم لا عقل لك؟ فإن كنت ذا عقل فعلى حمل الإسفاف من حملك؟ وأمامك يوم تحمل فيه كل نفس أوزارها فما الذي أعجلك؟
أنت مسلم وهذا أعظم تاج لك، ثم أنت مغربي تاريخك يزيل الحَلَك، مغرب تاريخه يسامي الفَلَك، سل القرون تقول لك، فتح وجهاد وعز فاسلك طريق من سلك، نحن أهل الضيافة والكرم نحن من لزماميهما ملك، لكن بعزة وسؤدد أدركهما لا بد لك.
وانظر بعين سليمة ليس بها من سهك.
قَبِّلْ رجل أبيك وأمك واحملهما على كتفيك قبل أن تصبح لا أب ولا أم لك، لقد أَنَلْتُكَ نصحي فهو لك، ليحيى من حيي عن بينة وعن بينة يهلك من هَلَك..
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين، محبكم وحافظ عهدكم وودكم عمر بن أحمد القزابري.
بارك.الله فيكم ووفقكم لما يحبه ويرضاه