لماذا عمدت السلطات على حرق “حوت طانطان النافق”.. خبير يوضح
هوية بريس – متابعات
أشعرب الأسبوع الماضي مجموعة من بحارة منطقة المخيريب ، نواحي طانطان السلطات العمومية بجنوح حوت من الروكان لشط البحري ، الحوت يصل طوله إلى حوالي 16 مترا وعرضه إلى 6 أمتار.
واستدعى الحادث البحري الاستعانة بمعدات لوجيستيكية مهمة وفرها المجلس الإقليمي لطانطان قصد نقل الحوت النافق نحو منطقة آمنة لإحراقه ، وهو المعطى الذي تفاعل معه رواد مواقع التواصل الاجتماعي عبر مجموعة من التساؤلات التي انصبت حول الأسباب الرامية لعدم استثمار مكوناته كما يتم في عدد من الدول الإسكندنافية حيث يتم استخراج زيوت ومواد قابلة للتسويق التجاري.
وفق الخزانة التشريعية المغربية من المعاهدات الدولية الخاصة بحماية هذا النوع من الثدييات البحرية ، صادق المغرب على اتفاق حفظ حوتيات البحر الأسود والبحر الأبيض المتوسط والمنطقة الأطلسية المتاخمة 13 ماي 1999 فيما ادخلتها المملكة حيز التنفيذ سنة 2001.
كما يشارك المغرب في الاتفاقية الدولية الخاصة بتنظيم صيد الحوت الخاصة بسنة 1948 ، حيث انضم المغرب لهذا التعاقد الدولي سنة 2001 .
ايوب بوشويمة عن المعهد الوطني للصيد البحري ، كشف في تصريح صحفي الى كون “حوت طانطان” يعود لصنف ” لوركان” فيما يصل وزنه بين 15 و 20 طنا .
ولم يحدد الخبير بمعهد الصيد البحري الوطني أسباب نفوق هذا النوع من التديات البحرية ، مشيرا الى ضرورة اطلاق بحث حول الحادث لفهم طبيعة وأسباب نفوقه بهذه المنطقة .
من جانب اخرى ، يرى سعدوني حسن ، الخبير في مجال الصيد البحري والمنسق بالائتلاف المغربي للتنمية المستدامة ، انه ليس هناك تفسير علمي واضح لعملية نفوق هذا النوع الحيتان ، مشيرا لموقع القناة الثانية، الى ان بعض الدراسات ترجع ذلك الى تشويش في ذاكرة الحوت الذي تفقده بوصة الاتجاهات خلال بحثه على الغذاء.
المتحدث أعاد احتمالية وفاة “حوت طانطان”، لتلوث مياه البحر، حيث يتضرر هذا النوع من الحيتان بمخلفات السفن من زيوت وغيرها من المتلاشيات المسمومة، كما أن في العديد من الحالات شكلت مادة البلاستيك احد اسباب نفوق الحيتان .
ولفت المصدر إلى أن بعض السفن تعمد لمحاولة التخلص من هذا النوع من الثدييات البحرية ، خصوصا عندما يعلق الحوت بشباك الصيد ، حيث يشكل تهديدا لسلامتها إذ قد يؤدي احيانا الى غرق سفن الصيد جراء فقدان التوازن .
أما بخصوص حالة “حوت طانطان” ، كشف الخبير البيئي ، أن نفوق الحوت تم داخل القعر البحري وعملت التيارات البحرية على لفظه لشاطئ ، فيما عدد أسباب إحراق السلطات للحوت النافق إلى مساطر قانونية يلتزم بها المغرب دوليا ، كما رجح المتحدث الواقعة لأسباب ثقافية حيث يعتقد العديد من المغاربة أن مخلفات بطن الحوت تحتوي على مادة العنبر الشهيرة، في الوقت هناك نوع نادر الذي يمتاز بهذه الميزة .
وشدد سعدوني ، إلى أن عملية تثمين مخلفات الحوت لا يمكن أن تتم بسبب عدم توقيع المغرب على اتفاقية تهم مجال استغلال هذا النوع من الحيتان كما تعمل على ذلك الدول الاسكندينافية ، مشددا في ذات السياق إلى أن المغرب يحترم تعهداته في هذا المجال والرامية إلى حماية هذا النوع من الحياة البحرية .
واستدرك الخبير البحري حديثه عن التزامات المغرب الرامية لحماية الحيتان ، باستحضار واقعة اعتقال شباب بمنطقة مزاكان السنة الماضية من طرف الدرك الملكي بعد قيامهم بتشريحه .
ويرى الخبير في مجال الصيد البحري والمنسق بالائتلاف المغربي للتنمية المستدامة ، إلى أن الوسيلة الوحيدة لعملية الاتلاف هي احراقه ، منبها في ذات السياق الى استبعاد انفجاره جراء غاز الميثان كما وقع في العديد من الحالات في العالم حيث ترتفع احتمالية ذلك بعد يومين أو أكثر .