عبر العالم.. إسلاميون يتفاعلون مع سقوط “العدالة والتنمية” المغربي…
هوية بريس- محمد زاوي
سقط الإسلاميون في مصر (الإخوان المسلمون) بانقلاب عسكري قاده عبد الفتاح السيسي، عام 2013. وفي السودان، بحراك شعبي أسنده الجيش عام 2019، بعدما حكموا “أرض السهول” بانقلاب عسكري منذ عام 1989. أما إسلاميو الجزائر، والمقصود “الجبهة الإسلامية للإنقاذ”، فقد دكّ الجيش الجزائري بدباباته صناديق فوزها عام 1991. ورمت السعودية بقيادات “تيار الصحوة”-سلمان العودة وسفر الحوالي وعوض القرني وعبد الوهاب الطريري وغيرهم- في سجونها، مباشرة بعد تأزم علاقاتها بقطر، وبالموازاة مع تنفيذ “الإصلاحات” الجديدة لولي العهد الجديد. وبقيت تونس بين مدّ وجزر إلى أن باغتها انقلاب قيس سعيد، بلغة دستورية لا كاللغة العسكرية.
وكانت تجربة الإسلاميين المغاربة استثناء، حيث تمت إزاحتهم بصناديق الاقتراع لا بغيرها. وسيرا على نهج المثل المغربي القائل “من لحيتو لقّم ليه”، فقد أسقطتهم ذات الصناديق التي لطالما اغتروا بها واستقووا بها على خصومهم. لا أحد يعرف ما حصل في “دار لقمان”، ولكن النتائج كانت “كارثية” بكل المقاييس.
وبالرغم من تأخر سقوط الإسلاميين المغاربة، ومن تطبيع علاقة الإسلاميين بانتكاساتهم المتتالية، فقد تفاعلت عدة شخصيات إسلامية بارزة مع هزيمة “العدالة والتنمية”، معبرة عن وجهات نظر مختلفة.
فقد علق رئيس “حركة مجتمع السلم” عبد الرزاق مقري على هذه الهزيمة بقوله، في تدوينة على صفحته الرسمية “فيسبوك”، بأن “لعنة فلسطين تصيب العثماني والعدالة والتنمية في المغرب، عبرة لمن يريد أن يعتبر، اللهم لا شماتة”.
وأضاف القيادي الإسلامي الجزائري: “ما حدث عبرة للانبطاحيين من الإسلاميين، أو أي قوة سياسية، لما يحدث لهم حينما يعتقدون أنهم بالتنازلات عن مبادئهم ستحتضنهم الأنظمة، وأن الغرب سيقبلهم”.
من جانبة، فضل المفكر الإسلامي التونسي أبو يعرب المرزوقي، في مقال له بعنوان “انتخابات المغرب: هل هزم الإسلاميون حقا؟”، عدم تحميل سعد الدين العثماني وحده مسؤولية الانتكاسة التي مني بها “العدالة والتنمية” المغربي، معتبرا ذلك تفسيرا سطحيا. وقال بأن “مباشرة أي حزب للحكم يؤدي عامة -وخاصة إذا طال- إلى فقدان الأغلبية حتى في الديمقراطيات الحقيقية”.
وتابع المتحدث: “وكيف لا يكون الأمر كذلك وبصورة مماثلة لما حدث في المغرب، أي الانتقال من الأغلبية شبه المطلقة إلى الأقلية شبه المطلقة، والديمقراطية في بلاد المغرب الثلاثة المركزية مجرد خدعة؟”.
أما محمد المختار الشنقيطي، أستاذ الشؤون الدولية بجامعة قطر، فقد أرجع هزيمة “العدالة والتنمية” إلى ثلاثة أسباب، أولها أن “المخزن لم يعد يحتاجه لاحتواء الحراك الشعبي”، وثانيها “تورط حزب العدالة والتنمية في فضيحة التطبيع وتسويغه”، وثالثها أن “الحزب خسر قائده الكاريزمي عبد الإله بنكيران لصالح قائد ضعيف خانع”.
ورجح المحلل السياسي المتخصص في الحركات الإسلامية، بلال التليدي، أنّ السبب الرئيسي في هزيمة “العدالة والتنمية” هو “فقدانه لأسباب قوته في 2016”.
ولخص التليدي هذه الأسباب، في مقال نشره على “القدس العربي” بعنوان “المغرب: أكبر من نكسة انتخابية”، فيما يلي: “التماسك التنظيمي، وأثر القاسم الانتخابي على الداخل الحزبي وما نتج عن ذلك من صراع على الترشيحات، والحملة الانتخابية الضعيفة والخطاب الانتخابي الهزيل، وتغييب قيادة الحزب للسياسي وتركيزها على التدبيري، وتدبير جائحة كورونا وما نتج عنه من تفقير، وفقدان القيادة للرؤية السياسية”.
تعددت تفسيرات الإسلاميين، والجامع بينها أنها لا تخلو من سطحية، إذ أنها لا تناقش “هزيمة العدالة والتنمية” في سياق التناقض المغربي، أي بين أي طرفين يحدث الصراع داخل المغرب؟ وكيف خسر “العدالة والتنمية” موقعه في هذا الصراع؟ وكيف يمكن أن يستأنفه رغم “الهزيمة”؟
كل يهرف بما لا يعرف والحقيقة ان الذي هزم اسلاميي المغرب هو سخط المغاربة عليهم لما فعلوه فيهم طيلة عشر سنوات من مناكر الاسعار وتمشي البطالة وهم حقوق المتقاعدين والمتعاقدين
الإخوان إلى مزبلة التاريخ