أتركين يتساءل: لماذا تم إحراق الدستور التونسي؟
هوية بريس- محمد زاوي
أثار حرق الدستور التونسي ردود أفعال متباينة، داخل تونس وخارجها. حتى اعتبر كثيرون هذا السلوك إعلانا بالعودة إلى ما قبل “ثورة الياسمين”، كما يحلو لأنصارها تسميتها.
محمد أتركين، الأستاذ الجامعي المتخصص في “القانون الدستوري”، كان له رأي في الموضوع، مفاده أن حرق الدستور يعيد تونس إلى ما قبل الدستورانية.
وقال أتركين: “دستور تونس…حُرق على ملئى الأشهاد…ما هي الرسالة التاوية؟…دستور الجمعية التأسيسية، المتوج لحراك الياسمين، المبارك من قبل لجنة البندقية، والمسوق بوصفه أنموذج، حُرق في الساحة العمومية…لماذا؟ هل لأنه فشل في وضع تونس على سكة الديمقراطية؟ أم لأنه يُعيق عودة “البونابارتية”؟”.
وتابع: “لقد تم إحراق العلم الأمريكي، ذات يوم، في زمن الريغانية، باسم حرية التعبير… لكن اليوم يحرق الدستور، ليس نصرة لمبدإ فوق دستوري، لكن مُباركة لمراسيم تعيد تونس إلى ما قبل الدستورانية”.
ثم قال: “التاريخ الدستوري، يذكرنا بالبونابارتية التي أطاحت بالجمهورية الثانية الفرنسية، بمرسوم، وتوجت نفسها “إمبراطورية”…إنه درس التاريخ، مع استحضار الفارق في الزمان والمكان والأشخاص”.
وتساءل في ختام تدوينته، على صفحته “فيسبوك”، قائلا: “أليس الربيع مجرد فصل، في سنة تتعاقب فيها باقي الفصول؟ أليس إحراق الدستور، إحراقا لما بقي من ترميزية “ربيع الياسمين”؟ أم أن تعليق الحياة الدستورية العادية، لا يعني في المحصلة سوى عودة الشارع وعودة الاحتكام إلى ميزان قواه، ولم لا حرق الدستور، بعدما أوقفت مفاعيله “الأوامر الرئاسية”؟؟؟”.