قصيدة: “نظم البيان في مدح العربية” الدكتور خالد سعيد
هوية بريس – الدكتور خالد سعيد
حَتَامَ يا قولُ حرفُ الضادِ يضطرمُ
طَبيعةٌ فيهِ أم ضجتْ به اللُجُمُ
أم أنَّ كلَ فصيحٍ قَولُهُ فَصّْلٌ
فَلَيسَ يُبْهَمُ ولو لَمْ تَفْصُحُ العَجَمُ
أَم أنَّهُ القَوُلُ مَفْهُومٌ وَلَو قُرِأَتْ
مِنْهُ المُتُونُ، اسْتَبَانَتْ نظمه القُثُمُ
أقَامَ في عِلمِهَا للنّْحوِ قَاعِدَةً
هذا الأريبُ عليُ المفردُ العلمُ
فقامَ مِنْ فورِهِ ما ضَلَّ صاحِبُهُ
أبو السوادِ بنُ عَمروٍ عنهُ يَغْتَنِمُ
فما تَقَلَبَ علمٌ في الرِجَالِ كَمَا
هذا البديعُ فحرفُ الفعل والِاسمُ
وما تَعجُبُ قَومِي في العَروضِ وما
هذا القريضُ وما قَالَتْ بهِ القومُ
ولستُ أنْكرُ أنّي لا أقُارعُهمْ
أَو قَدْ أُباري ولا شِعرٌ سوى بِهِمُ
فَكُلُ قَافِيَةٍ فِي الشِعْرِ أَحْكَمَهَا
عِلمُ الخَلِيلِ بِنَظمٍ زَانَهُ النَّغَمُ
بحورُ شِعْرٍ فلا ماءٌ ولا شطٌ
فِي قَاعِهَا الدرُ، وَالمَرجَانُ منتظمُ
مِيزَانُ عَدْلٍ بِلَا كَفّينِ تضبطُهَا
مَا طَفْفَ الكَيلَ مِنهُمْ ثَمَّ مُتْهَمُ
إنّي لأعْجَبُ مِنْ قَولِ العدا حَسَداً
أمًا اسْتَضَاءَتْ نُورَاً فِي عُقُولِهِمُ
يُنْسَى جَمَالُ كَلامِ اللهِ في لُغةٍ
وفي عُكَاظِ بَدِيعُ الشِعرِ قَبلَهِمُ
سبعٌ كرائم قد كانت مُعَلَقَةً
عَلى سَتَائِرِ بيتِ اللهِ تُحتَرَمُ
وقد أَطَاقَتْ مِنَ الأَقْوالِ أثْقَلَهَا
حِمْلَاً وَأمْرَاً قَدْ ناءت به القممُ
أمَا دَرَوا كَيفَ صَانَ اللهُ كِلْمَتَهُ
أنْ لَا يَبِيعَ كَلامَ اللهِ مَنْ ظَلَمُوا
كَمَا رَأَوا فِي بِلَادِ النِيلِ أَزْهَرَهَا
فَكَانَ للنًّاسِ فَخْراً صِنوهُ الهَرَمُ
تَذُودُ عَنْ حَوضِهِ بِالحَقِ مَشّيَخَةٌ
لَولَاهُ فُكَّتْ عُرَاهَا فَهْيَ تَنْفَصِمُ
تَاللهِ مَا طَمِعَتْ فِيهُ الغُزاةُ فَسَلْ
لُوِيسَ وَسَلْ جِنْكِيزَ كَمْ هُزَمُوا
حَمَى الإَلَهُ لُغَاتِ العُربِ قَاطِبةً
مِنَ الخَرَائِبِ حِصْناً فِيهِ مُعْتَصَمُ
لَولا حَبَاهَا اللهُ الحَقُ مَكْرُمَةً
لَكَانَ كُلً بَلِيغِ القُولِ يَنْهَدِمُ
كَانَتْ وِعَاءَ كَلَامِ اللهِ في يُسْرٍ
مِدَادُهُ البَحْرُ والأشجارُ والقلمُ
جِبْرِيلُ جَاءَ لِيَومَ الغَارِ مُؤتَلِقاً
إِذْ تَنْزِلُ الآياتُ فيه والحِكَمُ
وَرُغْمَ كَونِهِا قَدْ قُطِعُتْ أُمَمَاً
تِلكَ الخَلَائِقُ لَمْ تَعْجَزْ بِهَا الأُمَمُ
فَوَحْدَتْ عَلَى الهُدًى مِنْهُنَ أفئِدَةً
كَانَت عداوتها بالبَيْنُ تَحتَدِمُ
وأَحْرُفً لا أملُ الدهرَ مًنطِقهَا
مَرسُومَ طَيرٍ بِهِ العُقبانُ والرُخُمُ
تَخَالُ أَحرَفَهَا مِنْ فَرطِ رَوعَتِهَا
نَقشٌ تَتَابَعَ فيه النَقطُ والعَجْمُ
ياربِ صَلِ عَلَى المُخْتَارِ سَيدِنَا
نَهْجُ البَلَاغَةِ مَجْمُوعٌ لَهُ الكَلِمُ
وأعلِ شَأنَ بَنِي المُختَارِ كُلِهِمُ
وَصْلُ القَرَابةِ فيهم خَطْبَ وُدِهِمُ
ثمَّ الصحَابةِ والأتبِاعِ مِا طَلَعَتْ
شَمْسٌ وغَابَتْ، وَفِي القُرْآَنِ حُبِهُمُ