معارك بنكيران: رجل قام لله في وجه «التحكم»..!
أحمد الشقيري الديني
هوية بريس – الأربعاء 27 يناير 2016
بعد الاستقلال ظهر حزب الاستقلال القوي بشعبيته ونفوذه منافسا للقصر، وانشق منه تيار يساري معادي للملكية بقيادة الزعيم المهدي بنبركة..
منذ ذلك الحين اشتد الصراع بين الطرفين، ولم يعد القصر يثق في الأحزاب السياسية القوية، فعمل على تفتيتها من الداخل وصناعة أحزاب إدارية موالية له وتزوير الانتخابات وصناعة الخرائط السياسية..
بموازاة ذلك كان جهاز المخابرات يشتغل ليل نهار لمتابعة كل صغيرة وكبيرة في حياة القادة السياسيين، سواء من يشتغل منهم في إطار الشرعية أو في منظمات سرية انقلابية مثل منظمة “إلى الأمام” و”23 مارس” و”لنخدم الشعب”.. وكلها منظمات يسارية قوية آنذاك، كانت تهدد العرش..
تضخم جهاز المخابرات المغربي الذي استفاد من نظيره الفرنسي كيفية الإيقاع بالقادة السياسيين أو النقابيين في فخاخ الإغواء المالي أو الجنسي..
بالترغيب والترهيب استطاع النظام أن ينتصر على خصومه وإضعاف أحزابهم وتفتيتها..
في المقابل كانت موجتان عالميتان تخترقان الكوكب الذي نعيش فيه، ستشكلان تحديا كبيرا للنظام في مقاربته للصراع مع خصومه الذي اتسم بتجاوزات خطيرة وانتهاكات حقوقية وظلم وتعسف..!
الموجة الأولى بعد سقوط جدار برلين وبروز قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان بمنظماتها العالمية القوية التي تتدخل في الشأن الداخلي للدول وتنقطها وتربط المساعدات المالية والقروض بذلك التنقيط على سلم الحقوق والانفتاح والديمقراطية..
الموجة الثانية تتعلق بالأصولية الإسلامية العالمية التي تخترق دول العالم وتفرز توجهات راديكالية تهدد السلم العالمي..
بالطبع كان للمملكة المغربية حظها من رياح الموجتين، فكان لزاما عليها أن تواجه هذا التحدي الجديد: الجمع بين احترام الديمقراطية وحقوق الإنسان من جهة، ومواجهة الأصولية الإسلامية بتمثلاتها السلفية والحركية والجهادية من جهة ثانية..!
بخلاف دول المنطقة التي أخلفت موعدها مع التاريخ، سيقوم النظام المغربي بتحديث أجهزة مخابراته لتشتغل بحرفية دون أن تقع في انتهاكات فظيعة..!
وبالموازاة مع ذلك، سيقوم بإدماج تدريجي لجناح من الحركة الإسلامية، هو حزب العدالة والتنمية، لكن كما ذكرنا في البداية، النظام لم يعد يثق في الأحزاب القوية وإن كانت موالية..
هنا سيأتي الدور على تجميع ما تبقى من اليسار الراديكالي المنهك في حزب تقدمي حداثي معادي للمرجعية الإسلامية بطبيعته، للقيام بدور التوازن في الساحة السياسية، وستعطى له كافة الإمكانيات ليستغلظ ويستوي على سوقه في مواجهة إسلاميي القصر أو المشتغلين من خارج النسق..!
وهذا ما نسميه بـ”التحكم” أي استغلال حزب معين أدوات الدولة -التي من المفروض أن تكون محايدة- للاستقواء بها على الأحزاب الأخرى..
فيتم مده بمعلومات دقيقة عن الخصوم السياسيين يستعملها في الضغط عليهم في إنشاء هذا التحالف أو تفكيك آخر.. فتظهر اللعبة للمراقب الخارجي على أنها ديمقراطية..!
ولهذا حذر الأمين العام السيد بنكيران في المجلس الوطني الأخير عدة مرات مناضلي الحزب من التورط في صفقات مالية مشبوهة أو في فضائح جنسية..!
وقال عدة مرات: إنكم تحت الأضواء الكاشفة..!
وهكذا يساعد السيد إلياس العماري وعيونه الإخوان والأخوات على التعفف عن الحرام..!
مقال تافه جدا، ما أسخف عقولكم، درتي بحال شي فيلم مغربي نيت هاكا كات كون النهاية ديالو.
إيوا حضي لا تورط فشي فضيحة…
إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.