«الإبولا» تسلم المشعل لـ«زيكا».. وتستمر الحكاية
جواد أمزون
هوية بريس – السبت 30 يناير 2016
بعد أن واجه العالم ذعرا شديدا بسبب جنون البقر ثم إنفلونزا الطيور ثم إنفلونزا الخنازير ثم الماعز والإبولا مؤخرا، ها هو يواجه شبحا جديدا من الأشباح التي تظهر بعد كل فترة لتثير الرعب وتزرع الخوف في نفوس البشر عبر أصقاع العالم: إنه حديث الساعة..
إنه مرض جديد وفيروس فتاك كما يصرحون!! إنه فيروس “زيكا” الشقية!! الذي ينتقل عبر بعوض من جنس “الزاعجة المصرية” (إيديس إيجبتاي)، والذي ينقل أيضا حمى الضنك والحمى الصفراء وفيروس التشيكونغونيا. وينتمي إلى عائلة الفيروسات المصفرة أو المسببة للحمى الصفراء ولا يوجد له مصل واق.
ظل الفيروس محصورا في أفريقيا وآسيا من الخمسينيات وحتى عام 2007، حين امتد شرقا إلى جنوب ووسط أميركا؛ ومن أعراضه حكة الجلد والحمى وآلام في المفاصل والعضلات تستمر نحو أسبوع.
ويرى باحثون في منظمة الصحة العالمية أن هناك أدلة متنامية تربط بين الفيروس “زيكا” وصغر الرأس، وسجل في البرازيل حالات مشتبهة بها وصلت إلى 3893 حالة حتى 16 يناير الجاري، كما وردت تقارير عن تفشي الفيروس في كولومبيا والإكوادور والسلفادور وغواتيمالا وهايتي وهندوراس والمكسيك وبنما وبراغواي وبويرتوريكو وسورينام وفنزويلا ودول أخرى.
إنها حكاية جديدة لها فصول سابقة، وفصول قادمة.. ليبقى التساؤل مستمرا ومشروعا.. لماذا تنتشر هذه الفيروسات فقط في الدول المتخلفة والفقيرة أو السائرة في النمو؟!! ما سبب تلك الفيروسات؟؟ لماذا لا تظهر في الدول المتقدمة؟ أليست الخنازير والطيور والبعوض عندهم كذلك؟؟!!
إنها باختصار حرب جديدة من حروب النظام العالمي الجديد التي تسعى فيها الدول الإمبريالية لمزيد من السيطرة والقهر على الشعوب لتستمر هي في القيادة.. إنها تشغل الشعوب بالأمراض والنزاعات لتبقى هي الرائدة وهي الحاكمة.. إنها حرب بيولوجية تقوم على اختراع فيروسات وأمراض ونشرها في بلدان فقيرة حتى تتدخل شركات الأدوية العالمية الأمريكية الصهيونية وحليفاتها لعقد صفقات بيع أمصال وقاية وأدوية للدول المتضررة لتجني من ورائها المليارات على حساب معاناة المستضعفين والمساكين المقهورين!! إنه يشبه تماما ما تقوم به شركات الحواسيب التي تصنع فيروسات وتنشرها لإحداث أعطاب في الأجهزة قصد بيع أنظمة حماية (antivirus).
إنها حرب إبادة مستمرة تشنها الصهيونية الأمريكية التي تتحكم في دواليب الاقتصاد العالمي بالموازاة مع حروبها بالأسلحة الفتاكة وأسلحة الدمار الشامل ودعم الطغاة المجرمين كل ذلك لحماية مصالحها ونهب خيرات البلدان واستنزاف طاقاتها…
يا سادة: إنها الرأسمالية الصهيونية الجشعة والبرغماتية في أحلك صورها..
فتنبهوا يرحمكم الله واحذروا العدو فإنكم لا تدرون من أين تأتيكم ضربته وحربه.. أفي طعامكم أم في دوائكم أم في .. أم في.. فهم شياطين!!
إنها صرخة نذير وصيحة غيور للشعوب المسلمة أن تنهض بالعلم (دينا ودنيا) من سباتها وتستيقظ من نومها.. كفى جهلا وتقاعسا وتواطؤا .. قوموا لصنع ما يكفيكم من غذائكم ودوائكم وسلاحكم .. حتى تتحرروا من هيمنة العدو الصهيوني والنصراني وتتجنبوا ويلات التبعية العمياء..
حينئذ فقط ستصعدون وتسعدون بإذن الله …
اللهم احفظ بلادنا وبلاد المسلمين من الفتن..
اللهم رد عنا شر الأشرار وكيد الفجار..