نور الدين عيوش.. الورقة التي توظفها اللوبيات الفرانكفونية
ذ. إبراهيم بيدون
هوية بريس – الإثنين 18 نونبر 2013م
أثارت مذكرة عيوش حول اعتماد الدارجة في التعليم الأولي، وإلغاء الكتاتيب القرآنية في هذه المرحلة، الكثير من ردود الأفعال من طرف من يوقنون بأن صلاح الأمم وتقدمها يقوم على التمسك بلغاتها، ويزداد عند المسلمين تمسكهم بالعربية أنها لغة القرآن والحديث النبوي؛ وضبطها وإحسانها سبيل إلى فهم الدين وحسن تصوره..
فمن يكون نور الدين عيوش؟
ومن أين اكتسب هذا الرجل كل هذا الزخم الإعلامي؟
وما هي الأجندات التي ينفذها والجهات التي يخدمها؟
والأجوبة على هذه الأسئلة نستشفها من النقاط التالية، التي استفدت الكثير منها من ورقة عنه نشرت في (ج- الأخبار العدد:303):
– ولد نور الدين عيوش الذي يبلغ من العمر 70 سنة بمدينة فاس، من أب كان يشتغل منعشا عقاريا، وتاجرا للجملة في الخضر والفواكه وكان استقلاليا.
– تلقى تعليما فرنسيا خالصا في مدارس “البعثة” إلى أن حصل على البكالوريا سنة 1967م.
– انتقل إلى فرنسا لاستكمال دراسته وهناك عانق الأفكار اليسارية في عز انتشارها في المغرب؛ متأثرا بثورة ماي 1968م بفرنسا.
– عاد إلى المغرب بعد حصوله على دبلوم الإجازة في العلوم السياسية؛ وهناك كان يقوم بأدوار مسرحية.
– اشتغل بداية السبعينيات في وكالة “هافاس” الإشهارية الواقعة تحت جناح بنك “باري-با” مشرفا على التسويق.
– لم تكتمل السنة في عمله مع “هافاس” حتى رحلت هذه الشركة، فاستغل الظرفية لتأسيس شركته الإشهارية التي أطلق عليها اسم “شمس” سنة 1972م، بعدما صارت له معرفة برؤوس الأموال التي تهيمن على سوق الاستهلاك اليومي وعلى الدعاية السياسية؛ وفي شركته هذه وظف الدارجة بشكل قوي بالإضافة إلى اللغة الفرنسية وهمش العربية الفصحى، وتوسعت الشركة وخرجت منها أربع شركات أخرى؛ إحداها مختصة بـ”العلاقات العامة”.
– حاول عيوش أن يمارس هوايته في التمثيل المسرحي لكنه اصطدم بانعدام الموهبة، فالتجأ حينها إلى دور المنتج، ومرة أخرى لخدمة الإيديولوجية الفرانكفونية، حيث عمد إلى إحياء نماذج من نصوص موليير..
– وحتى يكون له إسهامه الفرانكفوني في الجانب الفكري أصدر نور الدين عيوش رفقة فاطمة المرنيسي وعبد اللطيف اللعبي وغيرهما مجلة نسوية باللغة الفرنسية سماها “كلمة” أوائل الثمانينيات، حاول من خلالها اختراق “الطابو” وطرح الأسئلة المحرجة حول المرأة، مع اعتماد الخطاب الجنساني، وإثارة القضايا المستفزة؛ من قبيل: “البغاء الذكوري”، و”الجنس خارج مؤسسة الزواج”، وموضوعات لها صلة بدوغمائية البكارة، والعجز الجنسي.. غير أنها توقفت بعد أربع سنوات من صدورها.
– أنشأ سنة 1994 مؤسسة زاكورة للقروض الصغرى، والتي كان لها دور سيء في نشر ثقافة القروض الربوية في الأوساط الشعبية..، وبعدما أفلست تمكن من بيعها لأحد البنوك في صفقة مربحة.
– وفي السنة نفسها 1994 أسس مؤسسة زاكورة للتربية، اشتغلت في مشاريع تربوية، بحيث قامت ببناء 460 مدرسة، واستفاد من أنشطتها في محاربة الأمية 80.000 فرد، حسب ما صرح به.
وهذه المؤسسة هي التي قامت بإعداد المذكرة موضوع الضجة، والتي نظمت مؤتمرا دعت إليه باحثين وشخصيات على رأسهم المستشار المقرب من الملك فؤاد عالي الهمة، والمستشار عمر عزيمان.. ورشيد بلمختار الذي صار الآن وزيرا للتربية والتعليم.
– عرف عن نور الدين عيوش أن له قربا وعلاقات قوية مع المحيط الملكي، وهو ما يجعله متنفذا ومبادرا للقيام بأدوار غير مؤهل لها، وقد استفاد عيوش من رضا القصر عليه لبناء ثروته وتنمية مشاريعه..
– ويشرف عيوش على مؤسسة الفنون الحية.. وهو المسؤول ومؤسس جمعية “دابا 2007” التي أنيط بها دور التشجيع على المشاركة الانتخابية في انتخابات 2007م لكنها فشلت في أداء مهمتها بعدما بددت أموالا طائلة؛ لا يزال الكثير يطالب بالمحاسبة حولها..
– ومن أخطر مؤسساته التي تنبت كالفطر لخدمة أي مشروع وأية فكرة، والتي في غالبها تخدم الإيديولوجية الفرانكفونية والطرح العلماني لمواجهة وصدّ ما يسمى بالصعود الإسلامي؛ مجموعة الديمقراطية والحداثة التي نظمت مؤتمرا سنة 2012م لإقرار حرية المعتقد دستوريا بتمويل ورعاية السفارة البريطانية..
– وفي الأخير نور الدين عيوش، هو أب نبيل عيوش المخرج السينمائي الذي تثير بعض أفلامه جدلا مثل فيلم “يا خيل الله اركبي”، وأخوه هشام عيوش الذي صرح يوما أنه يتمنى أن يكون رئيس الجمهورية المغربية..
وهكذا يبقى نور الدين عيوش اليساري الذي تخلى عن قناعاته ومبادئه الفكرية حتى ينخرط في اقتصاد السوق والفكر بنفوذ علني من ذوي القرار في المغرب، ونفوذ خفي من حكماء الفرانكفونية خصوصا والعلمانية عموما في الداخل أو الخارج..