د.بنكيران: يا بنيتي اعلمي أن الحائض لا تصوم
هوية بريس – د.رشيد بنكيران
لا يصح من الحائض صوم، ودليل ذلك ما جاء في السنة النبوية الشريفة وأكده الإجماع المنعقد على عدم صحة صوم الحائض.
✓ الدليل من السنة:
– روى الإمام البخاري في صحيحه عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:”أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ المرأة لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ ؟ فَذَلِكَ نُقْصَانُ دِينِهَا “.
وجه الشاهد من الحديث أن النبي أخبر المرأة الحائض لا تصوم كما أنها لا تصلي.
روى الإمام مسلم في صحيحه عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ مُعَاذَةَ ، قَالَتْ : سَأَلْتُ عَائِشَةَ ، فَقُلْتُ : مَا بَالُ الْحَائِضِ تَقْضِي الصَّوْمَ، وَلَا تَقْضِي الصَّلَاةَ ؟ فَقَالَتْ : أَحَرُورِيَّةٌ أَنْتِ ؟ قُلْتُ : لَسْتُ بِحَرُورِيَّةٍ، وَلَكِنِّي أَسْأَلُ.
قَالَتْ عائشة : كَانَ يُصِيبُنَا ذَلِكَ، فَنُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّوْمِ، وَلَا نُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّلَاةِ.
وجه الشاهد من الحديث أن النبي كان يأمر المرأة بقضاء الأيام من شهر رمضان التي كانت فيها حائض، فلو كان يصح منها صوم ما أمرها بقضائها مطلقا دون استفسار هل صامتها أم أفطرت.
✓ دليل الإجماع:
نقل عدد من العلماء على اختلاف مذاهب الفقهية أن المرأة الحائض لا يصح منها صوم، يقول الإمام النووي “أجمعت الأمة على تحريم الصوم على الحائض والنفساء، وعلى أنه لا يصح صومها”. شرح المهذب.
✓ الحكمة من تحريم الصوم على الحائض
قد يتبادر للذهن أن للطهارة من الحدث الأكبر تعلقا بالصوم ، لكن لا تعلق لها بأحكام الصوم؛ لأن الجنابة وهي من الحدث الأكبر يصح من صاحبها الصوم دون خلاف بين العلماء في ذلك، فالصحيح أن عدم صوم الحائض من الأحكام التعبدية التي يصعب الجزم بالحكمة من وراء ذلك، قال الإمام الشافعي “وكون الصوم لا يصح منها – أي من الحائض – لا يُدرك معناه؛ لأن الطهارة ليست مشروطة فيه”. لكن المسلمة سواء علمت الحكمة من حكم قضاه الله أو رسوله أو لم تعلم وجب امتثال الحكم طاعة لله سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤۡمِن وَلَا مُؤۡمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥۤ أَمۡرًا أَن یَكُونَ لَهُمُ ٱلۡخِیَرَةُ مِنۡ أَمۡرِهِمۡۗ وَمَن یَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَـٰلا مُّبِینا﴾ [الأحزاب ٣٦].
كان سبب هذه التدوينة هو استفسار بعض بناتنا عن حكم صوم الحائض لأنهن سمعن من داعية مصري!! يقول بوجوب الصوم على الحائض إلا إذا كانت مريضة.
فقلت في نفسي سبحان الله؛ أحكام كانت معلومة عند المسلمين بالضرورة منذ فجر الاسلام إلى يومنا هذا ويأتي من يقول بخلافها دون حياء أو خوف من الله سبحانه.