تحقيق وطبع كتاب “تقريب النشر في الطرق العشر” للإمام محمد بن عبد الرحمن الأزروالي

‏هوية بريس – د.أيوب ابن عائشة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه،

وبعد فنحمد الله الكريم الفتاح على منه في مفتتح رمضان المبارك بطبع كتاب: «تقريب النشر في الطرق العشر» للإمام أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن الأزروالي (ت بعد 1000هـ) بتحقيق كل من العبد الفقير إلى عفو ربه: أيوب ابن عائشة وزملائي الطلبة إذ ذاك: الحسن المهتدي و سعيد أزوكاي وعبد الواحد بومان تقبله الله منا بقبول حسن.

والعمل يعد أول رسالة علمية تناقش في بحث التخرج من سلك الإجازة بشعبة القراءات القرءانية بالمعهد المذكور، تحت إشراف كل من أ.د عبد الهادي حميتو ود. محمد البخاري جزاهما الله عنا الجزاء الأوفى ورزقهما لديه حسن المثوبة والزلفى.

وقد ناقش العمل كل من الأساتذة المقرئين الفضلاء:
– عبد الواحد الصمدي ناقش قسم الدراسة، والربع الأول للكتاب (من أول سورة الفاتحة إلى آخر سورة الأنعام).
– مصطفى المالكي ناقش قسم الدراسة، والربع الثاني للكتاب (من أول سورة الأعراف إلى آخر سورة الإسراء).
– محمد أشتيب ناقش قسم الدراسة، والربع الثالث للكتاب (من أول سورة الكهف إلى آخر سورة الصافات).
– عبد الإله تجاني ناقش قسم الدراسة، والربع الرابع للكتاب (من أول سورة ص إلى آخر سورة الناس).
كتب الله أجرهم وأجزل مثوبتهم.

ثم تكلف العبد الضعيف بمراجعة جميع العمل وإعادة مقابلته مع والدته ذة لطيفة الخصال ، ثم تولى طبعه معهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرءانية بالرباط، وقد سهر على مراجعته وتصحيحه وإعداده للطبع الأستاذ الفاضل محمد بن عبد الله البخاري شكر الله له.

وممن شارك في مراجعة الكتاب وتصحيحه كل من الأستاذين المقرئين أيوب أعروشي و المهدي مذعن أحسن الله إليهم ونفع بهم.

والشكر موصول لمدير المعهد الأستاذ الدكتور خالد الساقي على رعايته لهذا العمل، ولشيخنا العلامة المقرئ الجليل محمد بن الشريف السحابي حفظه الله ومتع به، وهو الذي تولى باصطبار خدمة الطرق النافعية إقراء وتحقيقا وشرحا ومدارسة، وقد أفدنا كثيرا من جليل تسديداته وراسخ إفاداته، ولجميع أساتذة المعهد المبارك، ولكل من خدم هذا العمل من قريب أو بعيد.

ولا يفوتني أن أتقدم بالشكر الجزيل إلى أ.د أحمد شوقي بنبين محافظ الخزانة الملكية على إمداده لنا بنسخة المخطوط الموجود بها، وإلى الأستاذ عبد السلام البحري المساري محافظ خزانة المسجد الأعظم بوزان على إمداده بنسخة المخطوط الموجود بها.

والكتاب يعتبر أوسع مؤلف في الطرق العشـر النافعية التي اشتهرت في المقارئ المغربية منذ قرون، وهي:
– طريق أبي يعقوب الأزرق عن ورش عن نافع.
– طريق عبد الصمد العتقي عن ورش عن نافع.
– طريق عبد الرحيم الأصبهاني عن ورش عن نافع.
– طريق أبي نشيط المروزي عن قالون عن نافع.
– طريق أحمد الحلواني عن قالون عن نافع.
– طريق إسماعيل القاضي عن قالون عن نافع.
– طريق محمد بن سعدان عن إسحاق المسيبي عن نافع.
– طريق محمد بن إسحاق عن أبيه إسحاق المسيبي عن نافع.
– طريق أبي الزعراء عبد الرحمن بن عبدوس عن إسماعيل بن جعفر عن نافع.
– طريق أحمد بن فرج المفسر عن إسماعيل بن جعفر عن نافع.

ومؤلفه هو الإمام أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن الأزروالي (نسبة إلى قبيلة “بني زروال”)، كان جامعا للقراءات بالطرق العشـر، نحويا، فقيها، يسند طرق الإمام نافع العشر عن شيخه الخطيب المفتي سيدي عثمان بن عبد الواحد اللمطي (تـ954هـ )عن أبي عبدالله بن غازي (تـ 919 هـ )و أبي عمران موسى الزواوي (تـ931هـ )، عن أبي عبدالله محمد بن الحسين النيجي الشهير بالصغير (تـ887هـ).

وقد أتم المؤلف الكتاب في يوم التاسع من شوال سنة 975هـ بمدينة فاس القرويين».

وتكمن أهمية هذا الكتاب في سنه لسبيل قويم في تلقين الطرق النافعية، يقوم على ذكر الخُلف القرائي الوارد في كل ربع مصحوبا بشواهد ذلك من المؤلفات النافعية العشـرية، مع إيراده لتوجيه القراءة وتصدير الأوجه وتبيانه لمسائل الرسم والضبط وعد اللآي، واستدراكه على من سبقه من الأئمة، فصار بذلك مثابة لجمهرة من مؤلفات الأعلام، الآمين لنـشر طرق نافع الإمام، أذكر منهم:

ـ تكميل المنافع، في قراءة الطرق العشرة المروية عن نافع : للإمام محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله الرحامني (كان حيا سنة 1070هـ)، وقد يسر للعبد الضعيف تحقيقه بمعية أخي ذ أيوب أعروشي نفع الله به ومراجعة وتقديم د.محمد البخاري وطبع بمدرسة ابن القاضي العامرة أدام الله نفعها وخدمتها للكتاب الكريم.

ـ معونة الذكر في الطرق العشـر للإمام مسعود جموع (تـ سنة 1119هـ)، وقد حققه د أسامة سليم بارك الله فيه بكلية القرءان الكريم بالجامعة الإسلامية.

ـ جمع المنافع في طرق الإمام نافع للإمام محمد بن علي اللَّجائي (تـ1230هـ) وتعمل على تحقيقه في رسالة الدكتوراه ذة فاتن بلال وفقها الله.
وقد بلغت صفحات العمل إلى صفحة1200، وانقسم إلى شقين:

الأول يتصل بالدراسة، تناولنا فيه التعريف بالمؤلِّف والمؤلَّف وترجمنا فيه لرواة وطرق الإمام نافع وأوردنا فيه النسخ الخطية المعتمدة وعرفنا بمنهج التحقيق.

والثاني يتصل بإيراد النص المحقق.

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.