حدث في مثل هذا اليوم من التاريخ الإسلامي.. في 11 رمضان..
هوية بريس- نور الهدى القروبي
لا خير في أمة تجهل تاريخها، ولا حاضر لها ولا مستقبل، إذا هي أهملت ماضيها وانشغلت عن دراسته وقراءته بالأحداث اليومية. لا بد من تعليل التاريخ، ولا بد قبل ذلك من معرفة أحداثه كما وقعت، لا كما يتأول فيها المتأولون خاضعين لأهوائهم وتقلباتهم النفسية.
نحاول، في هذا الركن “حدث في مثل هذا اليوم من التاريخ الإسلامي”، رصد الأحداث التي شهدها نفس اليوم، على مر السنين، من تاريخ المسلمين.
نرصد، في هذا الركن، مواليد ووفيات أعيانهم، هزائمهم وانتصاراتهم، مؤتمراتهم وملتقياتهم، أخبار دولهم ومجتمعاتهم.
فيعيش القارئ، من خلال هذا الركن، اليوم بطعم الماضي، واللحظة الآنية بطعم حضارة كبرى، تلك هي الحضارة الإسلامية التي أشرقت فيها الشمس يوما وأشعت، ثم أفلت عنها بعد حين وغربت، والأمل في الله كبير.
مقتل الصحابي الجليل عروة بن مسعود
في مثل هذا اليوم 11 رمضان عام 9هـ ، قامت ثقيف بقتل عروة بن مسعود الذي دعاهم للإسلام. ولد في الطائف في بيت عز وشرف، فأبوه هو مسعود بن معتب سيد بني ثقيف في حرب الفجار ضد قبيلة كنانة.
ومن مآثر عروة قبل إسلامه أنه حقن دماء بني ثقيف وبني مالك بعد أن كادت الحرب تقع بينهم بسبب المغيرة بن شعبة الذي قتل ثلاثة عشر رجلاً من بني مالك غدراً وهم نائمون وسلبهم أموالهم، فاصطف الفريقان للقتال، ولكن حكمة عروة وهيبته حالت دون وقوع الحرب بعد أن أدى دية القتلى وأصلح بين القومين في قصة مشهورة.
كما كان له دور في صلح الحديبية حيث قال لقريش عندما رجع من رسول الله (ص): (يا قوم: اقبلوا ما عرض عليكم فإني لكم ناصح، رجلٌ أتى هذا البيت معظماً له معه الهدي ينحره وينصرف).
ولما غادر رسول الله (ص) الطائف تبعه عروة بن مسعود حتى أدركه قبل أن يصل إلى المدينة فأسلم، وسأل رسول الله أن يرجع إلى قومه بالإسلام فقال له رسول الله: (إن فعلت فإنهم قاتلوك)، فكان كما قال (ص)، فلم يكن عروة يتوقع أن يصل بقومه الأمر إلى قتله وهو سيدهم، فقال له عروة: يا رسول الله أنا أحب إليهم من أبصارهم، ورجع عروة إلى قومه ليدعوهم إلى الإسلام، ولكنهم غضبوا منه وسبّوه، وأسمعوه ما يكره.
وفي فجر اليوم التالي صعد عروة فوق سطح بيته وأذن للصلاة، فخرجت إليه ثقيف، ورموه بالنبل من كل اتجاه، فأصابه سهم فوقع على الأرض، فحمله أهله إلى داره، وهناك قيل لعروة: ما ترى في دمك؟ قال: كرامة أكرمني الله بها، وشهادة ساقها الله إليَّ، فليس فيّ إلا ما في الشهداء الذين قتلوا مع رسول الله قبل أن يرتحل عنكم، فادفنوني معهم، فدفنوه معهم. فلما علم رسول الله (ص) بما حدث لعروة قال: (مَثَلُ عروة في قومه مَثَلُ صاحب ياسين دعا قومه إلى الله فقتلوه).
ندمت ثقيف على مقتل عروة، ورأوا أنهم لا طاقة لهم بحرب الرسول (عليه الصلاة والسلام)، فبعثوا وفدهم معلنين إسلامهم، فقبل منهم الرسول ذلك وبعث معهم أبا سفيان صخر بن حرب والمغيرة بن شعبة لتحطيم أصنامهم.
أحداث أخرى وقعت في 11 رمضان
3هـ زواج النبي من السيدة زينب بنت خزيمة : تزوج النبي – صلى الله عليه وسلم – من السيدة زينب بنت خزيمة، التي عُرفت بـ أم المساكين، فقد كانت كثيرة العطف والحنان على المساكين والفقراء منذ فترة الجاهلية، وكانت بنت خزيمة، على نفس الفطرة الإنسانية السليمة في تفقدها للمساكين والفقراء، ولما أشرق نور الإسلام زاد عطاء السيدة زينب، وكانت تكثر من الصدقات والإحسان إلى الفقراء والمحتاجين. ماتت في الثلاثين من عمرها، بعد زواجها من النبي بـ 8 أشهر، وصلى عليها النبي صلى الله عليه وسلم ودفنها بالبقيع في شهر ربيع الآخر 4 هـ، فكانت أول من دفن فيه من أمهات المؤمنين.
95هـ. الموافق 714م. اُستشهد الصحابي “سعيد بن جبير” على يد الحجاج بن يوسف الثقفي. وكان سعيد بن جبير وعاءً من أوعية العلم، فعن خصيف قال: كان أعلمهم بالقرآن مجاهد، وأعلمهم بالحج عطاء، وأعلمهم بالحلال والحرام طاووس، وأعلمهم بالطلاق سعيد بن المسيب، وأجمعهم لهذه العلوم سعيد بن جبير، ويقول ميمون بن مهران: لقد مات سعيد بن جبير وما على ظهر الأرض رجل إلا يحتاج إلى سعيد.
وكان ابن عباس إذا أتاه أهل الكوفة يستفتونه يقول: أليس فيكم ابن أم الدهماء، يعني سعيد بن جبير.. وجاء رجل إلى ابن عمر – رضي الله عنهما – فسأله عن فريضة فقال: اذهب إلى سعيد بن جبير فإنه أعلم مني…
922 هـ، العثمانيون يستولون على دمشق، حيث دخل السلطان العثماني سليم دمشق دون مقاومة، وتمّ حصار دمشق لمدة 12 يومًا، ثم استسلمت في 11 من رمضان، فعُيّن لحكمها شهاب الدين أحمد بن يخشى العثماني، ومكث فيها السلطان العثماني 67 يومًا
624هـ. الموافق 25 غشت 1227م: وفـــــاة الطاغية التاريخي “جنكيـــــز خــان”: مات تيموجين بن يسوكاي بهادر (65 سنة)، المعروف بـ جنكيز خان، مؤسس إمبراطورية المغول، وواحد من الذين طغوا في الأرض.. وكلمة (جنكيز خان) معناها بالمنغولية: ملك ملوك العالم. وكان جنكيز خان رجلاً سفاكًا للدماء، وكان كذلك قائدًا عسكريًّا شديد البأس، وكانت له القدرة على تجميع الناس حوله، وبدأ في التوسع تدريجيًّا في المناطق المحيطة به، وسرعان ما اتسعت مملكته حتى بلغت حدودها من كوريا شرقًا إلى حدود الدولة الخوارزمية الإسلامية غربًا، ومن سهول سيبيريا شمالاً إلى بحر الصين جنوبًا، أي أنها كانت تضم من دول العالم حاليًا: (الصين ومنغوليا وفيتنام وكوريا وتايلاند وأجزاء من سيبيريا، إلى جانب مملكة لاوس وميانمار ونيبال وبوتان).
751 هـ. 2 نونبر 1350م. كانت بداية وباء الطاعون في مصر والشرق الإسلامي، وظهر الطاعون في مصر بسبب السفن القادمة من أوروبا، وكان قد قضى على نصف سكان إنجلترا وربع سكان الصين، وثلث سكان أوروبا، وعلى مئات الآلاف من سكان مصر والشام والعراق وفارس والحجاز، فخلت تلك البلاد من الازدهار وعمّت الفوضى، وأصبح ظل الموت على كل بقعة من بقاع الأرض، ففي رمضان وحسب إحصاء ظهر في مثل هذا اليوم، قتل الطعون في مصر تسعمائة ألف شخص.
وعاد الطاعون مرة أخرى في رمضان عام 881 للهجرة النبوية الشريفة بمدينة القاهرة، وأخذ يتزايد حتى قضى على أعداد هائلة من الأطفال والكبار. وكان من شدّة المرض وقوته، أن من يصاب به كان يموت في اليوم نفسه.
–12 هـ – قيصر الروم هرقل يجمع أهل حمص ومن بها من أشراف الروم ومن كان على دينه من العرب، يحمسهم ويحرضهم على قتال المسلمين، ذلك بعد أن وجّه إليه خليفة المسلمين أبو بكر الصديق أربعة جيوش بقيادة يزيد بن أبي سفيان وأبي عبيدة بن الجراح وشرحبيل بن حسنة وعمرو بن العاص، ثم رحل هرقل إلى أنطاكية، فأقام بها واتخذها مقرًا له، وأرسل إلى القسطنطينية يطلب سرعة موافاته بالمدد للتصدي للمسلمين.