الكنبوري يعلق على اغتيال الصحفية الفلسطينية غفران وراسنة والتعامل الإعلامي الباهث معه!!
هوية بريس – متابعة
كتب الدكتور إدريس الكنبوري الباحث في الفكر وقضايا الإرهاب في حسابه على فيسبوك، تعليقا على حادث اغتيال الصحفية الفلسطينية غفران وراسنة، وعن الازواجية في التعاطي مع اغتيالها ومع اغتيال الصحفية شرين أبو عاقلة نضاليا وفكريا وإعلاميا:
“الاحتلال يغتال صحافية أخرى بعد أيام قليلة فقط على اغتيال شيرين أبو عاقلة.
نفس المكان؛ فلسطين.
نفس القاتل؛ الاحتلال.
نفس الوظيفة؛ الصحافة.
نفس النوع؛ امرأة.
نفس السيناريو؛ اعتراض الجنازة.
لكن الأولى مسيحية والثانية مسلمة.
الأولى بلا حجاب والثانية بالحجاب.
حدثان في نفس الفترة بنفس المميزات لكن باهتمام مختلف.
إنه الإعلام الذي لا “ينقل” الواقع.
بل الإعلام الذي “يصنع” الواقع.
لا وجود لنقاش حول الشهادة والاستشهاد والترحم والاستغفار؛ لأن الهوية الدينية مختلفة؛ ولأن الهوية الدينية لشيرين أبو عاقلة أريد لها أن تكون نافذة للاختراق الثقافي والتطبيع العقدي.
ولكن. مع ذلك. للصورة زاوية أفضل.
التضامن الواسع في المجتمعات الإسلامية مع شيرين أبو عاقلة يكشف بأن المسلمين ليست لديهم مشكلة مع الآخر. إنهم يستطيعون أن يقللوا الاهتمام بأشخاص من دينهم لكنهم متعصبون في تبني قضايا الآخر عندما تكون عادلة. لا ينظرون إلى الهوية الدينية للآخر؛ لذلك تقبلوا التعايش مع اليهود والمسيحيين طيلة قرون وحتى اليوم.
ولكن الإعلام يصنع واقعا جديدا ثم يحاول إقناعك به بالقوة والتكرير؛ وهو يصنع واقعا جديدا لأن الواقع الموجود لا يرضيه. وهكذا صنع لنا تاريخا جديدا هو تاريخ العنصرية ضد الآخر؛ وأقنعنا بأننا عنصريون تجاه اليهود والمسيحيين؛ ثم أقنعنا بأن عقيدتنا نفسها عنصرية لأنها لا تتسع للرحمة والاستغفار للآخر.
الشيئ الوحيد الذي لا يعرفه هؤلاء هو أن الآخر يعيش بعقيدة اختارها لنفسه بحرية؛ لذلك يحق له التصرف فيها؛ كما تصرف فيها بإعادة كتابتها؛ بينما المسلمون لم يختاروا عقيدتهم؛ بل اختارها لهم الخالق؛ لذا لا حق لهم في التصرف”.
كلما قرأت كتاباتك.. راقتني أفكارك.. ونعم المفكر المتزن
إن قيمة الإنسان عند الله تعالى ليست هي التي يفرضها الناس في الدنيا لذا فقيمة الشهيدة غفران وارسنة لن تتحكم فيها أهواء العنصريين و الفاقدين البوصلة.
إن لزوال الدنيا أهون على الله عز وجل من سفك دم مسلم