الكنبوري يعلق على تصريح إسبانية بخصوص الحقد الدافع لارتكاب الجرائم في الغرب!
هوية بريس – متابعة
كتب الدكتور إدريس الكنبروري تعليقا على الكلام الوارد في تدوينة الصورة المرفقة: “هذا كلام خطير من مواطنة إسبانية يستحق القراءة والتأمل”.
وأضاف الكنبوري في منشور على حسابه في فيسبوك “إنها سلوكات متوحشة أفرزتها حضارة مادية لا ترى حياة بعد موت. عندما لا ترى أن ليس هناك عقوبة بعد الموت؛ وأن عقوبة القانون يمكنك أن تتهرب منها؛ فإنه يمكنك أن تصنع أي شيئ. ما معنى الرحمة إذا كنت لا ترى جزاء عليها؟ إنها مجرد قيمة من بين قيم أخرى محايدة؛ تماما مثل القتل والخوف والحب والكرم والتعذيب؛ أشياء بلا أهداف؛ لذلك تتشابه. ومثل هذا البحث عن الملذات مهما كانت طبيعتها؛ وتبرير الشذوذ؛ وغير ذلك؛ لأنه إذا كان الإنسان لا يحاسب غدا على ما يفعل؛ فلماذا لا يفعل ما يريد ويفجر مواهبه؟ هنا يصبح الحياء نفسه مرضا حقيقيا؛ لا خلقا.
هذا مدلول قوله صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل “اعبد الله كأنك تراه؛ فإن لم تكن تراه فإنه يراك”.
هذا الكلام الذي نشرته هذه السيدة يبين لنا بأن العدوانية متجذرة في الإنسان؛ وأن وظيفة الدين تهذيب تلك المشاعر السلبية. لذلك نجد كلمة الإنسان في القرآن مرتبطة بالأوصاف القدحية: قتل الإنسان ما أكفره؛ إن الإنسان لظلوم كفار؛ وكان الإنسان قتورا؛ إن الإنسان ليطغى؛ بل يريد الإنسان ليفجر أمامه؛ وكان الإنسان أكثر شيء جدلا….. الخ. المرة الوحيدة التي وردت فيها كلمة الإنسان محايدة هي قوله تعالى “خلق الإنسان علمه البيان””.
وخلص الباحث المغربي في نفس منشوره إلى أن “الحاجة إلى القانون والشريعة مغروزة في طبع الإنسان نفسه. وما نقرأه هنا يكشف لنا بأن الحديث عن أخلاق مدنية أو عن الضمير؛ أو تلك الأفكار التي يذكرها كانط مثلا حول إمكانية تعويض الدين المسيحي بالدين المدني والأخلاق الوضعية؛ كلها مبادئ لها حدود معينة؛ طالما أن الإنسان فارغ من الداخل وليس لديه وازع.
من أجل ذلك خلقت الشعوب عبر التاريخ أديانها الوضعية بل وصنعت آلهة من الخشب أو الحجر؛ لأن حكماءها أدركوا أهمية الدين في حياة الشعوب؛ لقد كانت لديها قوانين؛ فلا شعب بدون قوانين؛ ولكن هؤلاء عرفوا أن القوانين وحدها لا تكفى بدون دين؛ فالقوانين قد تضع جسدك خلف أسوار السجن أو تقيد يديك؛ ولكن الروح سوف تظل متمردة حتى تدمر الجسد.
من مثل هذه الأفكار المريضة التي تدفع هؤلاء إلى هذا السلوك ولد الخيار شمشمون “علي وعلى أعدائي يا رب”.
حضارة بلا دين هي حضارة تأكل نفسها؛ والدليل هو الرأسمالية الأوروبية نفسها؛ فإن أول من تأكله هو الإنسان الأوروبي نفسه؛ في داخل المجتمع الواحد يوجد العبد والسيد؛ القناص والطريدة”.