أسئلة الزواج والأسرة
هوية بريس- الدكتور محمد سالم إنجيه
إذا كان الزواج سليما وميسرا وطبيعيا كانت الأمة طاهرة ومنظمة وسعيدة، وإن كان الزواج صعبا وتواجهه المشكلات فويل للأمة مما سيحدث[1].
نعم، إذا استقرت مؤسسة الزواج واستقامت نشط أفراد الأسرة للعمل والجد، وأقبلوا على مواجهة التحديات المحيطة بالأمة من كل جانب؛ وحينما يُحصن الفرد أسرته ويُؤمّنها؛ تكبر اهتماماته ويسعى بجد في بناء نهضة الأمة الشاملة، أما الفرد المضطرب الذي يعيش عدم الاستقرار الأسري لا يمكن الاعتماد عليه في أن ينتج أحرى أن ينتج بفعالية.
في خضم الواقع المضطرب الذي نعيشه؛ نحتاج إلى إنقاذ نواة المجتمع من التدهور، كما نحتاج إلى تفكير عميق في شأن الأسرة، والمفاهيم التي تبنى عليها، والثقافة التي نتعامل بها مع موضوع الزواج ما حقيقتها؟ ما هي أسسها؟ وما المعايير التي تحكم اختيارات الناس عند بناء الأسرة؟
إن أساس العلم النافع قَلقُ المعرفة وصياغة الأسئلة بدقة، وإن منطلق التشخيص السليم للأزمات العناية بالبحث عن أجوبة موضوعية تُسهم في حل المعضلات؛ ولأجل بلورة تصور شامل والخروج بنتائج أفضل ينتفع بها من يطلع عليها أعرض جملة من الأسئلة الملحة المتعلقة بالزواج والأسرة؛ رجاء فتح حوار مجتمعي جدي حول هذا الموضوع الهام والخطير في نفس الآن، لنُيسِّر الوصول إلى ثقافة أسرية متكاملة، ترفع عنا الإصر والأغلال التي تكبل أسرنا اليوم…
الأسئلة :
- ما الهدف من الزواج أصالة؟ وهل هناك هدف واضح للمقبلين على الزواج في واقعنا؟
- متى يطرح موضوع الزواج على الشاب والشابة في مجتمعنا؟
- ماذا تثير كلمة “زواج” في ذهن السامع، ولماذا الحرج عند الحديث عنه في بعض الأوساط؟
- الزواج بين الاختيار الفردي والتدخل الأسري؛ تدخل الوالدين والأقارب هل هو لازم؟ وما حدوده؟
- كيف تحدد دوافع الاختيار وما الموقف من المبالغة في المواصفات المطلوبة في طرفيه؟
- لماذا تتدخل النساء بحدة في مراحل الزواج وبخاصة عند الاحتفال به؟
- لماذا ينتهي دور الآباء الرجال عند توثيق العقد ولا يتجاوزه إلى تسيير الاحتفال؟
- ما تفسير محنة الشاب قبل مباشرة الزواج المتمثلة في الإعداد المالي، وأثناء الاحتفال بالإنفاق، وبعده بأداء الديون؟
- كيف ستكون حياة الزوجين في ظل غلبة الديون وانعدام الاستقرار؟
- ما تفسير دور الانتظار الذي تقوم به الفتاة تحسبا لمجيء الخاطب؟
- هل من تحديد لثقافة الأبوين فضلا عن الأبناء عن كيفية إجراء العقد والاحتفال بالزواج؟
- ما مفهوم المهر الذي يقدم للفتاة اجتماعيا في بعض البلدان؟ وهل تعلم عنه شيئا؟
- ما آثار الزواج على التحصيل العلمي والدراسي؟ وهل من حل لمعاناة الطلبة والطالبات؟
- هل يستقيم الربط بين سن الزواج والتمدرس؟
- هل من سبيل إلى تيسير الزواج للقادرين عليه؟ وإعانة غير القادرين؟
- ما هي آثار العنوسة على الذكور والإناث دون مبرر معقول؟
- هل في الإمكان تجاوز كثير من الأعراف والعادات التي تعوق الزواج؟
- متى يحضُر الشرع ومتى يغيب في هذا الموضوع؟
- هل يتعين وضع برنامج تأهيلي إلزامي للمقبلين على الزواج؟
- ماذا تحقق للأسرة في ظل مدونة الأسرة؟ وما الإضافة النوعية لأقسام قضاء الأسرة بالمحاكم؟
- ما المؤهلات الضرورية والشروط اللازمة لأطر قضاء الأسرة؟
- ما آثار تقييد الصلاحيات التقديرية للقضاء على الواقع الأسري؟
- ما القيمة الحقيقة لشكلية توثيق عقد الزواج التي اعتمدتها مدونة الأسرة؟
- ما أسباب عدم التوازن وغياب العدل في معالجة خلافات مكونات الأسرة؟
- ما نتائج تقديم مقتضيات الاتفاقيات الدولية على اعتبارات الواقع المحلي في تنظيم الأسرة؟
تلك أسئلة ليست بالتأكيد الوحيدة حول الزواج والأسرة، لكنها الأقرب والأظهر، أغلبها قابل للتجزيء إلى أسئلة أخرى أكثر دقة، وبعضها يمكن دمجه في بعض؛ أعرضها بحثا عن حل منيع أو رد جميل؛ فهي أكبر من أن تغفل وتترك دون إجابات وافية.
رجاؤنا أن تُلفت هذه الأسئلة انتباه الباحثين من ذوي الاختصاص ليُسهوا في تناولها بالرصد والتحليل لمختلف الآراء وجمع المعلومات الكفيلة بمعالجة موضوعها من جوانبه المتعددة؛ وهي مناسبة لإثارة مناقشات جادة في موضوع الأسرة، وإشاعة التعاطي معه بمسؤولية.
[1]– يمان السباعي : الراقصون على جراحنا، ص 209, ط الرابعة، سنة 1987.
