الحكمة الحكمة يا دعاة السنة..!!!!
هوية بريس – ذ.نور الدين درواش
من أعظم آفات العصر والزمان، وبخاصة في وسائل التواصل الاجتماعي؛
التعليق على كل حدث.
والكلام في كل شي.
وانتقاد كل أحد.
والدخول في مواجهات مجانية، وعنتريات صبيانية، غير محسوبة العواقب.
بمناسبة وبغير مناسبة…
سواء كان في الحديث عنه مصلحة وجرى ذلك عن تبين و تثبت أم لا (!!)
في مثل هذا الواقع لا يسعنا إلا أن نقول:
إذا تعلم الناس الكلام؛ فيحسن بكثير منا أن يتعلموا قليلا من الصمت، ويلزموا أنفسهم به.
فالفاسد لا نحتاج للتخرص في بيان فساده، وإنما الأيام والبطانة يكشفانه.
قال عثمان رضي الله عنه: “ما أسرَّ أحد سريرة إلا أظهرها الله -عز وجل- على صفحات وجهه وفلتات لسانه” [الآداب الشرعية].
والصالح ندافع عنه ولا نملك العصمة لأنفسنا ولا له.
ومن قد تكون عليه ببعض الملاحظات -من إخواننا- لا نسلمه لأعداء الدين حين مواجهته معهم، وإنما نناصره ونناصحه برفق ولين وحكمة…
ونقبل من إخواننا جميعا النصح والتوجيه برحابة صدر وسعة أفق وحلم وأناة.
وقد كان مشايخنا رحمهم الله لا ينتقدون الرجل إلا من خلال كلامه وكتابته وما ثبت عنه،
بل قد تكون لأحدهم على بعض الناس ملاحظات فلا ينشرونها حتى يستجمعوا ما تكون به الإدانة بعدل وإنصاف بعد استيفاء طرق النصح والتواصل.
ويرحم الله الشيخ الحلبي، فقد تواصلت معه يوما بشأن أحد الدعاة غير المرضيي المنهج فوجدت عنده من الملاحظات أضعاف ما يصلنا.
ومع ذلك قال: المانع لنا من التحذير منه هو المفسدة المترتبة على الكلام فيه.
فما أحوجنا إخواننا؛ إلى حكمة الكبار ورزانتهم وتعقلهم، ومراعاتهم لما يترتب على الكلمة من مفسدة أو مصلحة.
وصدق الله تعالى القائل:
(يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ).