زحف الرعاة الرحّل وتخريب الأراضي يهدد بموجة نزوح جماعي نحو المدن
هوية بريس-متابعة
مناطق قروية كثيرة، في عدد من المناطق المغربية، من بينها سوس، تعيش على وقع ما يُوصف بـ”الاعتداءات المتكررة للرعاة الرحل ومستثمري الرعي الجائر على الساكنة المحلية”، الشيء الذي بات يُقلب حياتهم رأسا على عقب، بحسب تصريحاتهم في عدد من المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، آخرها، ما تم توثيقه من “اعتداء” مسّ سعـيد كريـم، النائب الرابع لرئيس جماعة تافراوت المولود، حيث أفصح أن “سيارة رباعية الدفع كانت محملة بثلاثة أفراد ملثمين من الرعاة الرحل، تمكنوا من محاصرته وإيقافه، وتعريضه للركل والضرب والسحل، مما سبب له عدة رضوض وجروح، استدعت خضوعه للاستشفاء بمصحة خاصة بأكادير”.
أكّد عدد من ساكنة المناطق التي يطالها تهديد “الرعاة الرّحل” أن “هؤلاء الأشخاص نحن لسنا ضدهم، لكنهم أصبحوا مصدر خطر علينا، حيث أنهم لا يتعايشون بيننا بسلام، لكنهم يستمرون في استنزاف خيرات المنطقة من أشجار مثمرة ومحصولات زراعية، ويُدمّرون الزراعات المحلية” فيما أشار متحدث آخر، إلى أنهم “بهذه التصرفات أصبحوا يضطروننا إلى النزوح الجماعي للمدن، إذا لم يتم التدخل في الوقت المناسب في أجل الحد من الظاهرة”.
وفي هذا السياق، وجّه المُنخرطون في حِراك “أكال”، جُملة المطالب، لعبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية، من قبيل حثه على عدم “التستر على الرعاة الرحل، الذين اعتدوا، أكثر من مرة على السكان المحليين بمناطق مختلف من جهة سوس”، مشيرين أن عدد من المناطق باتت تعيش على إيقاع المعاناة من “اعتداء” الرعاة الرحّل، من قبيل دائرة “إغرم” بإقليم تارودانت، وجماعة “تافراوت المولود” التابعة لإقليم تزنيت، ومؤكدين أن الأمر مُوثق بـ”صور وأشرطة فيديو، أظهرت تعرض السكان المحليين للاعتداءات بالضرب والجرح، وكذا إتلاف المحاصيل ومختلف الأشجار المثمرة”.
“ما تعيشه هذه المناطق يُعد انتهاكا صارخا وتجاوزا لكل الأعراف والقيم والقوانين الجاري بها العمل، ويضع منظومة الحقوق، كما هي متعارف عليها كونيّا، على المحك” أضافت الحركة، في بيان لها، أمس الخميس 15 شتنبر الجاري، منبّهة وزير الداخلية، لـ”كون النوع الذي تشهده المنطقة من رعي هو غير تقليدي”؛ وذلك في إشارة منهم إلى جواب الوزير، سابقا، على أسئلة البرلمانيين، بالقول إن “المشاكل التي تعيشها هذه المناطق بأزمة الجفاف والبحث عن الكلإ، وأن الرعي تقليدي ومألوف بين المستقبِلين من القبائل والوافدين من الرحل”.