السعادة..
هوية بريس – يونس فنيش
من الصعب شرح مفهوم السعادة. فغالبا ما يقال أن السعادة لا تقاس بالمال، ولكن سرعان ما يرد على هذه المقولة بأن التعاسة مع الثراء أفضل من التعاسة مع الفقر، و هلم جرا من التفسيرات و التفسيرات المضادة… فلربما أن كل له تعريفه الخاص لمفهوم السعادة، ولكن الأكيد أن من الناس من هو سعيد و لا يدري أنه سعيد، و منهم من هو شقي تعيس و يتوهم أنه سعيد، و الأكيد أيضا أن السعادة لها علاقة وطيدة مع الشعور بالحرية… و في ما يلي إحدى عشرة نقطة لمحاولة ضبط مفهوم السعادة :
1- السعادة هي أن تكون حرا تقول ما تشاء من حق و لا تخاف على منصب و لا على مال. أن تكون سعيدا يعني أنك لا تتزلف و لا تتملق لأحد من أجل منصب أو نفوذ، و لا تحتاج للكذب و لا للنفاق من أجل بلوغ هدف أو أهداف، و أن لا تطالب سوى بحقك بشجاعة و أدب.
2- السعادة هي قدرتك على أن تعز نفسك دونما تكبر و لا غرور.
3- السعادة هي أن تستطيع شكر من أحسن إليك و أن تعترف بفضله عليك أمام الملأ.
4- السعادة تتجلى في قدرتك على التعامل مع الثري و الفقير على قدم المساواة فلا تضعف أمام الثري و لا تحتقر الفقير.
5- السعادة هي أن تكون ذكيا تعلم علم اليقين أن ما رزقك، و مالك، و صحتك، و مكانتك الإجتماعية، ليس بفضلك أو بجهدك، بل بقدر و بمشيئة الله عز و جل في علاه. فكم من ثري ذا منصب و جاه و نفوذ لم يذق طعم الحرية فمات شقيا مغبونا و قد نسي أن يعيش حرا لأنه قضى حياته يلهت وراء المناصب و المال، و أفنى عمره في الكذب و النفاق و الرشوة و التزلف خوفا على منصب أو مكانة، و يا للتعاسة.
6- السعادة هي أن تعمل من موقعك و كيفما كان موقعك بتفاني و إخلاص للمصلحة العامة و من أجل الخير، و ضد الشر ما استطعت.
7- السعادة هي أن تحب للآخرين من بني جلدتك ما تحب لنفسك.
8- السعادة هي أن يبغضك الأشرار الخبثاء الماكرين الفاسدين المفسدين و إن كثر عددهم، و أن يحبك الأخيار الأطهار الفضلاء المحسنين الصالحين و إن قل عددهم.
9- السعادة هي أن تشفق على من أبطل ضميره فتوهم أنه سعيد و هو شقي.
10- السعادة هي أن تفهم أنك لن ترقى في درجة تدينك بفضل نفسك، و أنك لن تكون شريرا إلا إرضاء لهواك، و لن تكون خيرا صالحا مصلحا سوى بإرادة من نفسك.
11- السعادة شعور بتوازن نفسي داخلي و اعتدال روحي يوفر الرضى عن النفس، مع العلم أن الحزن لا ينفي السعادة و الفرح لا يؤكدها، إذ يمكن للمرء أن يكون سعيدا رغم حزنه أو شقيا رغم فرحه.