من حكايا الإنترنت.. ولادة عالم المودم
هوية بريس – وكالات
كان “المودم” (Modem) أداة تقوم بتحويل الإشارات التناظرية والرقمية من الشكل الأول إلى الثاني وبالعكس، حتى تتمكن أجهزة الحاسوب من نقل البيانات إلى بعضها البعض باستخدام خطوط الهاتف التناظرية، وتم استخدامه لإرسال الأخبار والاستخبارات العسكرية وفي النهاية توصيل الجميع بالإنترنت.
تاريخ المودم
ظهرت أقدم أنواع أجهزة المودم منذ عشرينيات القرن الماضي، وفي ذلك الوقت كانت الوظيفة الرئيسية للمودم هي نقل أنواع البيانات عبر خطوط الهاتف المخصصة والتي تستخدم في الغالب من قبل وكالات الأنباء، وكان هذا أول شكل من أشكال المراسلة الفورية.
وبحلول الخمسينيات من القرن الماضي كان المودم موجودا في معظم المواقع العسكرية الإستراتيجية، بما في ذلك القواعد ومحطات الرادار، وبحلول عام 1959 كان أول مودم للاستخدام التجاري متاحا.
وفي النهاية تم استخدام المودم للسماح باتصالات الإنترنت عبر الطلب الهاتفي لأجهزة الحاسوب الشخصية في المنزل. وتم إنشاء أول مودم حاسوب شخصي في عام 1977.
عالم المودم كما نعرفه
في الثمانينيات أشارت كلمة “مودم” إلى جهاز لتحويل تدفق النبضات الرقمية إلى إشارة مسموعة لإرسالها عبر خط هاتف قياسي مما يسمح لأجهزة الحاسوب بنقل المعلومات عبر الهاتف، لكن أجهزة المودم لم تصبح ميزة قياسية لأجهزة الحاسوب الشخصية حتى منتصف التسعينيات، ونتيجة لذلك أصبح “المودم” تقنية مميزة بين عشاق الحاسوب.
وعرّف مالكو المودم أنفسهم كفئة منفصلة من مستخدمي الحاسوب قادرة على اجتياز الطرق الجانبية الناشئة للفضاء السيبراني، وأصبحت الشبكات التي يترددون عليها تُعرف بشكل جماعي باسم “عالم المودم”.
وتطور عالم المودم بالتوازي مع عائلة شبكات “أربانيت” (ARPANET) والتي تم إنشاؤها من قِبل باحثين محترفين في المختبرات الجامعية والحكومية.
وتقدم المودم في التسعينيات وازدادت سرعته بشكل كبير من 300 بايت/ثانية إلى 56 كيلوبايتا/ثانية، حيث تم استخدام أنواع مختلفة من البروتوكولات لضغط البيانات المرسلة من دون الحاجة إلى زيادة السرعة مما أدى إلى نقل البيانات بشكل أسرع.
الغرض من استخدام المودم
تستخدم أجهزة المودم لإرسال واستقبال البيانات الرقمية بين أنظمة الحاسوب المتعددة، ثم يتم نقل هذه البيانات عبر خطوط الهاتف إلى أجهزة المودم التي تساعد في تحويل تلك الإشارات مرة أخرى إلى شكل رقمي وتنسيق قابل للقراءة من قبل الحاسوب.
ويلعب المودم دورا كمترجم رقمي يساعد في الحصول على جميع إشارات المعلومات من الكيبل أو الألياف أو خط الهاتف وتحويلها إلى نموذج يمكن الوصول إليه من قبل أجهزة الحاسوب الخاصة بك.
أهم وظائف أجهزة المودم في شبكات الحاسوب
- ضغط البيانات: لتقليل مقدار الوقت عند محاولة إرسال البيانات ولتقليل النسب المئوية للأخطاء في جميع الإشارات المتدفقة.
- تعديل الإشارات: تتمثل الوظيفة الرئيسية للمودم في إرسال وفك تشفير جميع الإشارات التي تسمح بإرسال البيانات الرقمية من عقدة واحدة إلى العقد الأخرى من دون التسبب في أي ضرر للمعلومات.
- التحكم في التدفق: لكل مودم سرعة مختلفة لإرسال الإشارات، لذلك يمكن أن يتسبب في حدوث مشكلات أثناء تلقي الإشارات إذا خفضت سرعة أي جهاز منها وهنا تكمن أهمية تقنية التحكم في التدفق.
مزايا المودم
المودم أكثر فائدة في ربط الشبكة المحلية بالإنترنت، والسرعة تعتمد على التكلفة، ويستخدم المودم على نطاق واسع في طريق اتصالات البيانات، ويقوم بتحويل الإشارة الرقمية إلى إشارة تناظرية.
مساوئ المودم
- يعمل فقط كواجهة بين الشبكة المحلية والإنترنت.
- لا توجد صيانة لحركة المرور.
- لا يُفهم المودم العملية الوسيطة.
هل ما زلنا بحاجة إلى أجهزة مودم؟
كانت أجهزة “التوجيه” (Router) وأجهزة المودم تقليديا عبارة عن جهازين منفصلين يعملان معا لتشكيل شبكتك المنزلية، ومع ذلك مع تقنية اليوم لا تحتاج بالضرورة إلى مودم منفصل وجهاز توجيه منفصل، حيث تقوم وحدات المودم والموجه الجديد بدمج وظائف الجهازين في أداة واحدة قوية.
هل لا يزال الناس يستخدمون أجهزة المودم للاتصال بالإنترنت؟
نعم لا يزال بإمكانك استخدام الإنترنت الهاتفي إذا كان لديك خط هاتف ومودم، والوصول إلى مزود إنترنت مع خدمة الاتصال الهاتفي، ومع ذلك نظرا لأن المزيد من المهام عبر الإنترنت مثل بث الفيديو وتصفح الويب تصبح أكثر كثافة فقد يكون من الأفضل الاتصال بالإنترنت عالي السرعة إذا كان متاحا.
متى توقف استخدام أجهزة المودم؟
بعد إدخال النطاق العريض التجاري في أواخر التسعينيات أصبح الاتصال الهاتفي بالإنترنت أقل شعبية في منتصف العقد الأول من القرن الـ21، ولا يزال يستخدم عندما لا تتوفر أشكال أخرى أو عندما تكون التكلفة باهظة كما هو الحال في بعض المناطق الريفية أو النائية.
الغرض الرئيسي من استخدام المودم هو إتاحة الوصول إلى الإنترنت. كما أنه يمكنك توصيل المودم مباشرة بنظامك دون الحاجة إلى جهاز توجيه.