البيان الختامي للقمة العربية.. لا حديث عن الخلاف المغربي الجزائري

هوية بريس- متابعة

قال المحلل السياسي إدريس الكنبوري إن “البيان الختامي للقمة العربية التي اختتمت قبل لحظات بالجزائر جاء دون أي إشارة إلى الخلاف المغربي الجزائري”.

وأضاف الكنبوري على صفحته ب”فيسبوك”: “استعرض البيان مختلف المشاكل العربية-العربية والخلافات ودعا إلى إنهائها دون أن يقول كلمة واحدة عن أقدم خلاف حول الصحراء المغربية”.

وتابع: “إذا كانت القمة العربية تطرقت إلى جميع الخلافات وتركت الخلاف المغربي الجزائري فهذا معناه أنها غير قادرة على حل تلك الخلافات نفسها؛ وأنها تعرف أن قضية الصحراء المغربية ليست بيدها. قادة الدول العربية يعرفون هذه الحقيقة؛ لذلك من الناحية الدبلوماسية على الأقل كان يجب تضمين البيان هذه النقطة؛ طالما أن الجامعة العربية لن تعالج أي واحدة من هذه الخلافات”.

وأردف قائلا: “أنا لا أدافع عن التطبيع؛ ولكن؛ أليست عدم قدرة الجامعة العربية على حل مشكلة الصحراء منذ عشرات السنين مبررا كافيا لمراهنة المغرب على الدور الأمريكي؛ حتى ولو كان يمر عبر إسرائيل؟ كيف يجتمع كل القادة العرب في قمة ولا يطرحون الموضوع؛ ثم يتم الهجوم على المغرب بسبب التطبيع؟ هل كان المغرب سيختار هذا الطريق لو حلت الجامعة العربية هذا المشكل؟ ولماذا لم يختر المغرب هذا الطريق طيلة خمسين سنة مضت؟ ما هو بديل هؤلاء الذين ينتقدون المغرب؛ حتى يسترجع حقوقه؟ ماذا يمكن أن يصنع بلد استنفذ جميع الوسائل؛ أنشأ الاتحاد المغاربي؛ وطالب الجزائر عشرات المرات بإنهاء الخلاف وديا؛ وطرح مبادرات؛ دون أن يرد عليه أحد؛ ودون أن يكون لمبادراته أصداء عربية؟ هناك بديل وحيد هو الحرب؛ ولكن المنتظم الدولي يرفض استخدام القوة بين الدول الصغيرة؛ هذا إذا كانت الحرب خيارا بالنسبة للمغرب؟”.

وزاد: “مع كل هذا؛ هناك نفاق عربي غريب ومضحك. جميع الدول العربية تعترف بإسرائيل دون استثناء؛ لكننا نتلاعب بالألفاظ. عندما يجتمع جميع القادة العرب ويخاطبونها في بياناتهم الختامية كدولة قائمة فإنهم يعترفون بها علنا؛ ماذا يعني أن تخاطب دولة في بيان رسمي سوى أنك تعترف بوجودها؟ بل الأكثر من هذا تشير بيانات القمم العربية إلى أن السلام يحقق أمن إسرائيل؛ وهذا ليس اعترافا فحسب بل نوع من الضمان لأمنها في حالة تحقيق السلام مع الفلسطينيين”.

وختم الكنبوري تدوينته بالقول: “هناك الكثير من العبث في السياسة العربية؛ ونحن بهذا الكلام لا نخلق شيئا جديدا بقدر ما نحلل شيئا صنعه العرب بأنفسهم؛ ويريدون منا أن نفكر بطريقتهم”.