استطاع فريق بحثي من جامعة “واترلو” (waterloo) الكشف عن ثغرة في بروتوكول مستخدم بشكل كبير في الشبكات اللاسلكية؛ عن طريق أداة تعمل بطائرات مسيرة تستخدم شبكات “واي فاي” (WiFi) لاختراق الجدران ومعرفة أماكن الأجهزة والأشخاص داخل المباني.
ويمكن للجهاز الذي يسمى “وي-بيب” (Wi-Peep) أن يطير بالقرب من المباني ثم يستخدم شبكة “واي فاي” التابعة لسكان المبنى لتحديد أي أجهزة تدعم “واي فاي” بسرعة، ومن ثم معرفة تحركات السكان داخل المبنى من دون حتى الدخول إلى المبنى.
قُدمت الدراسة في المؤتمر الدولي السنوي الـ28 للحوسبة المتنقلة والشبكات، ونشرتها الجامعة على موقعها.
وحسب ما نشره موقع الجامعة، يستفيد “وي-بيب” من ثغرة يشير إليها الباحثون باسم شبكة واي فاي “المهذبة”، حيث ستقبل هذه الشبكة أي محاولات اتصال من الأجهزة الذكية الموجودة في نطاق الشبكة على الفور، حتى إذا كانت الشبكة محمية بكلمة مرور، وفقًا لتقرير جامعة واترلو.
ويستخدم “وي-بيب” العديد من الرسائل للتواصل مع الجهاز المستهدف أثناء وجودها في الهواء، حيث يقيس وقت رد فعل كل رسالة لتحديد موقع الجهاز المستهدف داخل المبنى.
وقال الدكتور علي عبيدي الأستاذ المساعد في علوم الحاسوب، في حديث لموقع الجامعة، “إن أجهزة وي-بيب تشبه الأضواء في الطيف المرئي، وتجعل الجدران مثل الزجاج”.
وعن أهمية اكتشاف هذه الثغرة عن طريق “وي-بيب”، يقول عبيدي “باستخدام تقنية مماثلة، يمكن للمرء أن يتتبع تحركات حراس الأمن داخل البنك بتتبع موقع هواتفهم أو ساعاتهم الذكية. وبالمثل، يمكن للسارق تحديد موقع ونوع الأجهزة الذكية في المنزل، بما في ذلك الكاميرات الأمنية وأجهزة الحاسوب المحمولة وأجهزة التلفزيون الذكية، للعثور على هدف جيد للاقتحام. بالإضافة إلى ذلك، فإن تشغيل الجهاز عبر طائرة من دون طيار يعني أنه يمكن استخدامه بسرعة وعن بُعد من دون فرصة كبيرة لاكتشاف المستخدم”.
مكونات رخيصة
جاء إنشاء “وي-بيب” بواسطة فريق عبيدي باستخدام طائرة مسيرة بدائية اشتروها من متجر بقيمة 20 دولارًا من المكونات الرخيصة.
ويوضح عبيدي أنه “بمجرد اكتشاف هذه الثغرة في شبكات واي فاي، أدركنا أن هذا النوع من الهجوم ممكن”.
ولإثبات نظريتهم، طور الفريق جهاز “وي-بيب”، لكن سرعان ما أدركوا أن أي شخص لديه المهارات اللازمة يمكنه صنع جهاز مماثل بالبساطة نفسها.
وأوضح عبيدي “على المستوى الأساسي، نحتاج إلى إصلاح ثغرة شبكة واي فاي حتى لا تستجيب أجهزتنا للغرباء”، وأضاف “نأمل أن يسهم اكتشافنا لهذه الثغرة في تصميم بروتوكولات الجيل التالي”.
ويستغل “وي-بيب” الثغرات الموجودة في بروتوكول 802.11 (مجموعة من المعايير المتفق عليها عالميا لعمل الشبكات اللاسلكية) للحصول على استجابات من أجهزة واي فاي على شبكة لا يمكننا الوصول إليها.
ثم يستخدم هذه الاستجابات لرسم مخطط جديد لقياس وقت الاستجابة لتحديد موقع هذه الأجهزة بدقة، ويمكن للجهاز -الذي يوضع على طائرة مسيرة خفيفة الوزن تحلق فوق منزل- تقدير موقع أجهزة واي فاي عبر طوابق عدة بدقة كبيرة.