استغرب الضيوف والمتتبعون لتنظيم المؤتمر الوطني الأول في موضوع “آل البيت في المغرب.. نصرة ومحبة“، الذي كان مزمعا تنظيمه بمدينة تطوان يومي السبت والأحد 26-27 مارس الجاري، من إخبار القيمين عليه في آخر يوم قبل انطلاقه على أنه تم تأجيله.
ففي بلاغ صحفي توصلت “هوية بريس” بنسخة منه صادر عن جمعية “الآل والأصحاب للتنمية والثقافة”، أنه “إيمانا من أعضائها بضرورة توحيد أفراد الأمة المغربية بكل مكوناتها على قضيتهم المصيرية -قضية الصحراء المغربية-، وعدم تشتيت الجهود والرؤى إلى غيرها، وعلى إثر التصريحات الأخيرة للأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون، التي مست مشاعر المغاربة في كل العالم.
تعلن جمعية “الآل والأصحاب للتنمية والثقافة” للرأي العام الوطني والفعاليات المدنية، عن تأجيلها لمؤتمرها الأول الذي أعلنت عنه سابقا، تحت شعار (آل البيت نصرة ومحبة) والذي كان مقررا يومي السبت والأحد 26-7 مارس الجاري 2016م بتطوان.
وإلى حين إعلان الجمعية عن تاريخ انعقاد مؤتمرها المؤجل، فإنها تتقدم بالشكر الجزيل إلى كافة الفاعلين الغيورين على ثوابت أمتنا المغربية، وعلى استقرار واستتباب الأمن فيها، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.
واعتبرت ذلك “خدمة لأجندات خارجية ولا تندرج ضمن مضامين وأعباء الحقل الديني المغربي”.
وزادت اليومية في التهويل باتهام جمعية “الآل والأصحاب للتنمية والثقافة”، بأنها جمعية “وهابية” تريد رفقة المجلس العلمي المحلي بالمضيق الفنيدق احتضان مؤتمر خليجي!!
ووصفت “الاتحاد الاشتراكي” بعض الشخصيات الرسمية من القائمين على تنظيم المؤتمر بأنهم يمثلون “الاختراق الخليجي الوهابي لمناعة المغرب وتغلغله في بعض المؤسسات الرسمية المغربية”، بل واتهمت اليومية رئيس المجلس العلمي المحلي بمدينة الفنيدق الدكتور توفيق الغلبزوري بخدمة أجندات خارجية، بالإضافة إلى مهاجمة الرابطة المحمدية للعلماء، بل وتسفيه المجلس العلمي الأعلى..
كل هذا التشويش والاستهداف والتحريض من يومية “الاتحاد الاشتراكي”، مع أن المؤتمر لم يكن سيناقش سوى مواضيع:
– مفهوم آل البيت وتطوره عبر التاريخ.
– آل البيت بين الإفراط والتفريط.
– تاريخ آل البيت في المغرب.
– التشيع في المغرب بين الماضي والحاضر.
وهي مسائل تدخل في صميم التدين وعقيدة المغربي وتاريخه.
ومن الغرائب أن سبب اتهام الجمعية المغربية المنظمة للمؤتمر بأنها “وهابية تخدم أجندة الخليج” حسب يومية “الاتحاد الاشتراكي”، فقط كون اسمها يتشابه مع أسماء جمعيات في الخليج، مثل “جمعية مبرة الآل والأصحاب” بالكويت، و”جمعية الآل والأصحاب” بالبحرين!!
كما أن حصر الخلاف بين الشيعة وأهل السنة والجماعة، على أنه خلاف بين الشيعة والوهابية، الذي ادعته اليومية هو نفس الطرح والخطاب الشيعي الذي يوظفونه للضحك على المغفلين قبل أن يبثوا فيهم دينهم بفقهه وعقائده، وهو ما يجعلنا نتساءل: كيف استطاع الشيعة اختراق جريدة الاتحاد الاشتراكي، حتى تنشر الطرح والفكر الشيعي الرافضي، وتدافع عن الشيعة المغاربة؟!
يذكر أن ندوة سابقة لجمعية “منتدى الشروق” بمدينة مراكش كانت ستنعقد في موضوع “الشيعة عقائد وأفكار” أواخر سنة 2014، تم توقيفها هي الأخرى وقيل لأسباب تقنية، ولحد الآن لم يتم انعقادها!!
فهل ستمنع مستقبلا في المغرب كل المحاضرات والندوات التي ستحذر من التشيع والرفض، وتفضح عقائد الشيعة الروافض، وولاءهم الديني والسياسي؟!!