الكنبوري: البيت الإبراهيمي لا علاقة له بالتسامح والتعايش بل هو عنوان الهزيمة الحضارية والدينية..
هوية بريس – متابعة
تساءل إدريس الكنبوري “هل يحتاج التسامح الديني مع اليهودية والمسيحية إلى بيت إبراهيمي؟ وما معنى هذا البيت؟ وهل المسلمون الذين تسامحوا مع أهل الأديان الأخرى عبر التاريخ بنوا بيوتا مشتركة لإثبات حسن النوايا؟ أليس كافيا بناء الكنائس والمعابد في بلاد المسلمين أم لا بد من الاجتماع في مكان واحد؟”.
وأضاف الباحث والروائي المغربي في منشور له على حسابه في فيسبوك “ما يسمى البيت الإبراهيمي لا علاقة له بالتسامح والتعايش؛ بل هو عنوان الهزيمة الحضارية والدينية؛ وإساءة إلى النبي إبراهيم عليه السلام لأنه لم يكن يهوديا ولا نصرانيا بل كان حنيفا مسلما”.
وتابع الكنبوري “مسمى البيت الإبراهيمي قد يكون مقبولا لو كان اليهود والنصارى والمسلمون لديهم فكرة واحدة عنه؛ ولكن إبراهيم الموجود في التوراة ليس هو إبراهيم الحقيقي الذي أرسله الله؛ بل هو شخص أسطوري متخيل؛ وصورته في التوراة قبيحة جدا بحيث لا يمكن لمسلم أن يصدقها وإلا صار من أتباع التوراة”.
وحسب الكنبوري “لنأخذ فقط مثالا واحدا ورد في سفر التكوين. دخل إبراهيم المتخيل إلى مصر مع زوجته سارة؛ وكانت امرأة جميلة فخاف إبراهيم عليها من المصريين ومن فرعون؛ فطلب منها أن تدعي بأنها أخته لا زوجته. وهكذا كان؛ فلما رآها فرعون أعجبته فأخذها لنفسه زوجة؛ وأعطى لإبراهيم الهدايا؛ لكن الرب تدخل وطلب من فرعون رد زوجة إبراهيم إليه؛ فردها فرعون وقال لإبراهيم: لماذا كذبت علي حتى أخذتها زوجة لي؟”.
وأوضح أن “في هذه القصة نجد إبراهيم المتخيل ديوثا يمنح زوجته للفرعون؛ بل يأخذ الهدايا مقابل تمتع فرعون بها؛ ونجده شخصا جبانا يخاف على زوجته فيتخلى عنها ولا يستطيع الدفاع عن عرضه؛ ثم نجده يكذب بأن زوجته هي أخته؛ أي نبي كذاب”، متسائلا “فهل هذا هو النبي إبراهيم الذي يجتمع المسلمون واليهود حوله؟”.
وأضاف الكنبوري “زد على هذا أن التوراة تؤمن بأن الرب وعد إبراهيم بأن يعطيه الشرق الأوسط؛ إذ جاء في نفس السفر “لنسلك أعطي هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات”؛ لذلك ليس صدفة أن يكون أول اتفاق للتطبيع مع مصر؛ وأن يتم تفتيت العراق”.
مؤكدا في الأخير “إنهم يعتبرون التوراة دستورهم؛ وليس غريبا أن إسرائيل ليس لها دستور”.
انا من محبي الدكتور الكنبوري و لكنه لم يكن موفقا في المثل الذي أتى به. هذه القصة رواها البخاري ومسلم وأحمد وغيرهم، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لم يكذب إبراهيم النبي عليه السلام قط إلا ثلاث كذبات: ثنتين منها في ذات الله، قوله: إِنِّي سَقِيمٌ [الصافات:89]، وقوله: بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا [الأنبياء:63]، وواحدةً في شأن سارة، فإنه قد قَدِم أرض جبارٍ ومعه سارة ، وكانت أحسن النساء، فقال لها -إبراهيم يقول لزوجته سارة -: إن هذا الجبار -هذا الملك الكافر الطاغية في هذا البلد- إن يعلم أنك امرأتي يغلبني عليك، فإن سألك فأخبريه أنك أختي، فإنك أختي في الإسلام، فإني لا أعلم في الأرض مسلماً غيري وغيرك، فلما دخل أرضه رآها بعض أهل الجبار، أتاه -هذا القريب للجبار أتى الجبار- فقال له: لقد قدم أرضَك امرأةٌ لا ينبغي لها أن تكون إلا لك، فأرسل إليها، فأُتي بها، فقام إبراهيم عليه السلام إلى الصلاة، فلما دخلت عليه لم يتمالك أن بسط يده إليها، فقبِضت يده قبضةً شديدة، فقال: ادْعِي الله أن يُطْلِق يدي ولا أضرك، ففعلت، فعاد، فقبِضت أشد من القبضة الأولى، فقال لها مثل ذلك، ففعلت، فعاد، فقُبِضت أشد من القبضتين الأولَيَين، فقال: ادعِي الله أن يطلق يدي، فلكِ الله ألا أضرك، ففعلت وأُطْلِقت يده، ودعا الذي جاء بها، فقال له: إنك إنما أتيتني بشيطان، ولم تأتني بإنسان، فأخْرِجْها من أرضي وأعطها هاجر ، قال: فأقبلت تمشي، فلما رآها إبراهيم عليه السلام انصرف، فقال: مَهْيَمْ؟ قالت: خيراً، كف الله يد الفاجر، وأخدم خادماً قال أبو هريرة: فتلك أمكم يا بني ماء السماء).