إسلام الهولندي مخرج الفيلم المسيء للنبي صلى الله عليه وسلم
أحمد التيجاني أحمد البدوي
هوية بريس – الخميس 12 دجنبر 2013م
ظل الاسلام منذ بزوغ فجره وشروق شمسه في مدافعة ومقاومة مع الذين يريدون الصد والحد من انتشاره، منذ أن كان كفار قريش يحدثون الجلبة والضوضاء عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقولون: (لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون)، بعد أن هزمهم بمنطقه وحلاوة ألفاظه وحسن بيانه وقوة حجته، فظل الحال كذلك إلى يومنا هذا مع تنوع وسائل الصد والتشويش والإساءة للإسلام..
فبات الإسلام يتحدى كل ذلك ويكسر الطوق ويخترق المصدات، بل ذهب إلى أكثر من ذلك فصير أعداءه بالأمس أنصاره اليوم، كما فعلها مع سيدنا عمر بعد أن عادى الإسلام فصار فاروقا، وسيدنا خالد بعد أن هزم المسلمين في أحد فصار سيف الله المسلول، ولا زال يفعلها اليوم وغدا.
فها هو الهولندي الذي أخرج فيلما يسيء فيه إلى الإسلام وإلى رسول الإسلام أخيرا هداه الله، فما أعجب أمر الإسلام يزيد أعداؤه صدا وعداوة ويزادد هو قوة وانتشارا؛ كعود زاده الاحراق طيبا.
ومن عجب أن “المسيحيين” من الغربيين يدخلون الإسلام أفواجا، وكثير من أبناء المسلمين في آسيا وإفريقيا يرتدون عن الإسلام، فمنهم من يتنصر، ومنهم من يدعي العلمانية والمدنية، ومنهم من يشن الحرب الشعواء على كل ما هو اسلامي، ويديرون ظهرهم عن قضايا المسلمين في العالم، وهم يضطهدوا وتهدم مساجدهم ويشردوا على مرأى ومسمع من الحكام العرب والمسلمين، والذين لم يكن من همهم الدعوة إلى الله والذود عن الإسلام والمسلمين..
لكل هذه الأسباب نقول: إن الاسلام آت من أمريكا والغرب، وآخر ما يدعم قولنا هذا أن رئيس الوزراء البريطاني قال: لا مانع عندنا أن نتعامل بالسندات المالية الإسلامية، وقالت وزيرة الخزانة الفرنسية: يمكن إنشاء بنوك إسلامية في فرنسا، ويقول: أحد القساوسة البريطانيين يمكننا أن نتعامل بقانون الأحوال الشخصية الإسلامي.
واللبراليون من المسلمين الذين يصنفون الإسلام إلى إسلام سياسي وتعبدي سوف يكونون خلف الصفوف كما هم اليوم مع إمكاناتهم المالية والبشرية، وحينها سوف يعلم هؤلاء أنهم كانوا خاطئين.
فهيا بنا أيها القارئ الكريم لنطلع على قصة ذلك الهولندي نقلا عن موقع طريق الخلاص، فقد جاءت القصة كالآتي فقال: “كنت منتميا لأشد الأحزاب تطرفا وعداء للدين الحنيف، لكن بعد أن شاهدت ردود الأفعال ضد إنتاج الفيلم المسيء (الفتنة)، بدأت في البحث عن حقيقة الإسلام ولم يدر في خلدي كعضو حزب الحرية اليميني الهولندي السابق أن أدخل الإسلام الحنيف، وأتوجه بعد ذلك لزيارة الحرمين الشريفين، خصوصا أني أنتمي للحزب الذي أسهم في إنتاج الفيلم المسيء لرسول الله صلى الله عليه وسلم، بل كنت منتج ذلك الفيلم الذي يعد نقطة سوداء في حياتي وبين المنتج الهولندي: «كنت متشوقا لمعرفة الإسلام، فقرأت الكثير عنه حتى تخلل إلى قلبي وعقلي شعور يصعب التعبير عنه بأن الإسلام يحمل معاني عظيمة ورسالة سامية، وبعد ذلك الشعور الذي تنامى قررت أن أدخل في الإسلام، والآن الحمد لله أصبحت ذلك الشخص السعيد الذي تتملكه الطمأنينة والسكينة”، لافتا إلى أنه يؤدي فريضة الحج لأول مرة ولكنها ليست الزيارة الأولى إلى مكة المكرمة فقد أتى في شهر فبراير الماضي لأداء العمرة وأضاف أنه بعد أدائه كامل النسك سيعود إلى المدينة المنورة ويمكث هناك بضعة أيام، لأنه يشعر بالراحة والأمان فيها، ووصفها بالمكان الرائع لتلاوة القرآن بتدبر وقراءة الكتب الدينية ويضيف: «خجلي تضاعف أمام قبر الرسول صلى الله عليه وسلم حيث جال بخاطري حجم الخطأ الكبير الذي وقعت فيه قبل أن يشرح الله صدري للإسلام، لقد قادتني عملية البحث لاكتشاف حجم الجرم الكبير الذي اقترفته ولم أجد راحتي الكاملة إلا بجوار قبر المصطفى صلى الله عليه وسلم حين زرته، وسأقدم فيلماً عن هذه الشخصية العظيمة”.
واستطرد فاندورن وهو يستعد للسير على طول المشاعر لرمي الجمرات لإكمال أداء نسك الحج: «في البداية وجدت صعوبة في دخولي إلى الإسلام حيث لم أنشأ في مجتمع مسلم يعلمني أكثر عن هذا الدين العظيم، وقد وجدت ما كنت أصبو إليه وأفتقده في حياتي السابقة، وأتصور أن كل عمري قبل إشهار إسلامي كان مثل قبض الريح”.
وفي البداية أوضح المنتج الهولندي وابتسامة الرضا لا تفارق ملامحه أنه منذ أن وصل إلى الأراضي المقدسة ودموعه لم تتوقف وأنه يعيش في هذه الأيام المباركة أجمل لحظات عمره، وأنه سوف ينتج فيلما عن سيد البشر بعد عودته من رحلة العمر، ويتمنى أن يقضي بقية حياته في المدينة المنورة.
وقال “فاندورن” وهو يطلق آهة الفرحة من قلبه: «هنا وجدت ذاتي بين هذه القلوب المؤمنة، ودعواتي أن تمسح دموعي كل ذنوبي بعد توبتي، وسأعمل على إنتاج عمل كبير يخدم الإسلام والمسلمين ويعكس خلق وأخلاق نبي الرحمة بعد عودتي من رحلة الحج”.
ويضيف كاتب المقال ومن هذا المنبر يناشد الدعاة والعلماء أفراد وجماعات أن يدعو لهؤلاء ولا يدعو عليهم، وبدلا أن نقول: طاللهم احصهم عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحدا”، نقول: “اللهم اهدهم إلى الاسلام، واشرح صدورهم للإسلام، وانصر بهم الاسلام”، وأن نبشر ولا ننفر، وأن نحبب ولا نرهب، وأن نرغب ولا نفجر، وأن الإسلام لا يحتاج إلى كل الذي يحدث من تشدد وغلو وتكفير وإرهاب، فاتركوا سبيله فإنه بكم وبغيركم آت، والله متم نوره ولو كره الكافرون.