قبيل رمضان الشيخ القزابري يوجه رسالة لأهل القرآن
هوية بريس – الشيخ عمر القزابري
يجب على قارئ القرآن الكريم ان يكون عزيز النفس. مرفوع الرأس ، لا يتضعضع أمام عطية ، ولا يتنازل عن مبادئه مقابل منحة مغرية. بل يبقى وفيا لقرءان ربه الذي منحه الاعتبار ، وجعل له محلا بين النبلاء والكبار ، ثم عليه أن لا يغتر بالناس ، سواء مدحوا أو قدحوا فالناس أمرهم غريب عجيب ، حتى مدحهم أو قدحهم يكون في الغالب تبعا لهوى في نفوسهم ، أقول في الغالب.
وكثير من القراء ما أهلكهم إلا مديح الناس ، رفعوهم كثيرا وبعد ذلك تخلوا عنهم فكان السقوط.
أما الأغنياء فمنهم أفاضل كرام ، يحبون كتاب الله. وبالتبع يحبون أهله فيكرمونهم.
وهذا لابأس به ما دامت كرامة القارئ مصانة.
وفريق آخر من الأغنياء يغلب عليهم طابع التملك، ويسول لهم شيطان كبرهم أن بإمكانهم شراء كل شيء حتى القراء.
ومع الأسف رأينا هذا ، رأينا من القراء من لا يتحرك إلا برأي فلان ، قد تملكه وتحكم في أمره ، والسبب معروف عافانا الله.
يا أهل القرءان
لا تذلوا أنفسكم لأصحاب الأموال ، فما آتاكم الله خير مما آتاهم.
وعلى القارئ أن ينأى بقرءانه عن مواطن الإذلال ، فلا يقرأ في تجمعات تطغى عليها المخالفات الشرعية بل يكون حي الضمير ، لا يقرأ إلا حيث يرى الكرامة والعزة.
يا قارئ القرءان:
مهما بلغت من جمال أدائك ، وعذوبة صوتك ، فهناك من هو أفضل منك ، فتواضع لله ، واقرأ بانكسار مستحضرا ذنبك وعيبك وفقرك وحاجتك وملاحظا إحسان الله إليك وبره بك. فاجعل رضاه فوق كل شيء البس لباس المكارم فإنه يزيدك جمالا. ويرفعك حالا ومآلا .
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..