عبد الباري عطوان ودموع التماسيح
هوية بريس – الصادق بنعلال
لقد أصبح الإعلامي الفلسطيني المثير للجدل، عبد الباري عطوان متخصصا في “التنظير” للبروباغاندا، والمغامرات ذات الصلة بالأنظمة العسكرية الانتحارية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهكذا أطلعنا مؤخرا على شريط فيديو “خصص” لموضوعين، الأول حول انضمام السعودية لمجموعة بريكس، والثاني حول العلاقة المغربية الإسرائيلية. يهمني أن أتوقف بعجالة عند القضية الأخيرة لأنها تهمنا كمغاربة بشكل حيوي ومباشر.
من “الطريف” أن السيد عطوان عبر في هذا السياق عن إحساسه “بالاستفزاز” بسبب تصريح وزيرة الاتصالات الإسرائيلية، وإعلانها عن “إمكانية” اعتراف إسرائيل بمغربية الصحراء، وعدم رضاه عن هذه السيدة التي أصبحت متحدثة باسم المغرب حسب زعمه، وأن هذا الأخير لن يحصل على شيء مقابل توقيعه على “اتفاقيات أبراهام”، لأن المسؤولين الإسرائيليين “كذابون” ولا يسعون إلا إلى تحصين مصالحهم والذود عنها بكل الطرق، بل أكثر من ذلك إنهم “يستهدفون” الوحدة الوطنية والترابية للمملكة المغربية، وإضرام نار الفتنة بين “الجارة” الجزائرية، دون أن يتحدث ولو باحتشام عن المخططات العدوانية منقطعة النظير للنظام العسكري بالجزائر؛ الرامية إلى زعزعة أمن واستقرار المغرب والبلدان المغاربية عن سبق إصرار وترصد، والتدخل الغوغائي في شؤونها الخاصة، بتمويل باذخ ولو على حساب الشعب الذي تم التخلي عنه ، يواجه شظف الحياة اليومية، متنقلا من طابور إلى آخر، بحثا عما يسد رمقه.
للسيد عطوان الناطق الرسمي باسم عسكر الجزائر، ولمن يدور في فلكه نقول: إننا لا ننتظر من أي كان أن يعترف بوحدتنا الترابية مهما علا شأنه، مادامت الدماء تجري في عروقنا، فالصحراء أصلا في مغربها والمغرب في صحرائه، ومنذ أن استرجعها من الاحتلال الإسباني سنة 1975 وهو لا يتوانى عن إعمارها وتنميتها وخدمة ساكنتها، وتوفير سبل الحرية والعيش الكريم بين أحضانها، وإنما نترقب من الذين يذرفون دموع التماسيح على “حبهم للمغرب وتعاطفهم معه”، أن يحتفظوا بمشاعر ” المحبة والود” إزاء بلدنا، وأن يوجهوا كلامهم إلى دولة الجيش العسكري التي تعيث في الأرض فسادا، وتغامر بحاضر ومستقبل الشعوب المغاربية جملة وتفصيلا، وتتاجر في قضية خاسرة ومهددة للسلم الإقليمي والعالمي منذ أكثر من ستين سنة.