حريق وخسائر جسيمة.. نكبة واحات طاطا تزيد من عزلة المنطقة
هوية بريس-متابعات
يبدو أن الحرائق أصبحت المشكل الأبرز الذي تواجهه الواحات المغربية على امتداد الشريط الذي يفصل المغرب عن الصحراء في الشرق أي في مدن مثل الرشيدية وزاكورة وطاطا وغيرها من المناطق، وهو ما تبين بما لا يدع مجالا للشك في السنوات الأخيرة.
والتهمت النيران واحة أديس بطاطا، إذ زحفت السنة اللهب على هكتارات من أشجار النخيل ، التي تشكل مصدر عيش أغلب سكان المنطقة، كما زرعت الخوف في صفوف الأهالي، بعد أن اقتربت من مساكنهم ما دفعهم إلى مغادرتها ، وهناك من تضررت أغراضه وأمتعته وحسب تقديرات غير رسمية، فإن المساحة المحترقة تجاوزت 8 هكتارات من النخيل، تضررت فيها آلاف الأشجار، وهو ما يشكل نكبة للسكان المحليين الذين يوجدون في حالة صدمة، إذ أن النخيل هو السبب الوحيد الذي يجعلهم متشبثين بالأرض ويرفض جزء كبير منهم مغادرتها، خاصة في السنوات الأخيرة التي عاشت فيها المنطقة مجموعة من الحرائق وتوالي الجفاف، ونقصا في المياه.
وبالنظر إلى حجم النيران التى استمرت لأكثر من 24 ساعة تدخل الجيش والدرك الملكي والوقاية المدنية والسلطات المحلية، إضافة إلى حضور عامل الإقليم وعدد من المسؤولين، ولم تتمكن الوقاية المدنية من السيطرة على الحريق إلا بعد ساعات من العمل المتواصل وانضم الكثير من المتطوعين للمساعدة في إطفاء الحريق، لكن الوسائل المستعملة لم تسعفهم في السيطرة المبكرة عليه، خاصة أن التجهيزات التي تتوفر عليها الوقاية المدنية لا ترقى إلى مواجهة نيران مشابهة لتلك التى شبت بواحة أديس وتعالت الأصوات من أجل تفعيل صندوق الكوراث الطبيعية، وتعويض السكان للوقوف في وجه الهجرات المرتقبة من المناطق التي تصيبها الكوارث الطبيعية من قبيل الحرائق.
وتساءل كثيرون حول عدم تدخل طائرات الكنادير لإخماد الحريق والاكتفاء بخراطيم المياه، وهو سؤال ثقني تصعب الإجابة عنه، خاصة أن الطائرات لا تتدخل إلا عندما يكون الحريق في مستوى معين، كما يجب أن تتوفر لها مجموعة من شروط العمل من قبيل سدود تعبئة المياه وغيرها.
(جريدة الصباح)