معمل للزيوت يفجر “عينا” لوث بها بحر أكادير

11 أكتوبر 2023 16:23

هوية بريس- متابعات

فضيحة من العيار الثقيل بشاطئ أنزا لا يجب أن تمر هكذا دون محاسبة على المتسببين فيها من بينهم وحدة شهيرة على المستوى الوطني متخصصة في صناعة زيوت المائدة وزيت الزيتون، فقد حولت الشاطئ ليلة الخميس وطيلة يوم الجمعة، إلى مجرى مائي لمياه عادمة ظلت تجري باتجاه البحر لقرابة 16 ساعة بدون توقف، واضطر أجانب لإلغاء تمريناتهم الخاصة برياضة السورف خلال ذلك اليوم، ثم غاذروا بعد قيامهم بشكل احتجاجي حضاري حيث حرروا لافتات ورقية طالبوا خلالها بوقف تلويث الشاطئ بعدها انسحبوا في صمت.

فإذا كانت مناطق مختلفة أنصفتها الطبيعة بعد الزلزال المدمر فانبعثت العيون المائية الطبيعية من بين جبالها وتجاويف صخورها، فإن نصيب أنزا بمدينة أكادير لم يكن كذلك، فخلال نهاية الأسبوع شاهد مواطنون في الساعات الأولى من يوم الجمعة مياه متدفقة نحو الكورنبش. كانت أصواتها تغمر المكان بسبب هدوئه وسيادة سكون الليل. هرع السكان لعين المكان لمعرفة سبب هذا التدفق المائي هل بسبب زلزال الحوز، توسموا في البداية خيرا في يوم الجمعة، فكانت في النهاية الصدمة قوية.

المياه المتدفقة لم تطل عليهم عذبة رقراقة بسبب الزلزال بل هي مياه مستعملة بهار روائح الكلور والصودا ومواد كيميائية أخرى تساءلوا من أي يمكن أن تأتي، لأن القناة في الأصل تقوم بتصريف مياه جبال أنزا العليا، ولا تظهر مياهها إلا في موسم الأمطار،والآن لم تعد هناك معامل بأنزا ، بعدما توقفت دواليبها عن الدوران مند سنوات، وبعدما رحل معمل الإسمنت اللعين إلى غير رجعة، كما كفت معامل دقيق السمك ” الكوانو ” الذي يستعمل علفا للدواجن عن مثل هذه التصرفات، مع العلم بأن طقس هذه الأيام دافئ وحار، ولا أثر للأمطار في مثل هذه الظروف الطبيعية.

على الفور خرج فاعلون جمعوين يتقصون وسط الحي لمعرفة هذه المياه ليكتشفوا أن معملا بالحي مازال يقيم بين ظهرانيهم، يقوم بتصنيع زيوت المائدة ذات العلامة التجارية المشهورة إلى جانب زيتون المعروفة بسوس كما على المستوى الوطني، وعلق بعضهم متهكما “هذا فضل واد سوس” عليكم وهو تقليد عريق ظل يمطركم به. واتهم فاعل جمعوي المعمل بربط مياهه بهذه القناة.

مند الثانية عشرة من يوم الخميس بات المصرف المائي يصب في البحر إلى ساعة متقدمة من يوم الجمعة وقد أزعجت روائحه وقادرواته الأجانب من هواة رياضة السورف فاضطروا لجمع لوازم الرياضة وألغوا أنشطتهم بوقفة احتجاجية بعين المكان صامتة وحضارية عبروا خلالها عن رفضهم لما ترعضوا له بعبارة أوقفوا التلوث. حتى رواد المقاهي المجاورة للكورنيش رفضوا الجلوس بسبب تلك الروارح النتنة التي انتشرت بالمكان والتي نفثها مالك الزيت ذات التقاليد العريقة.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M