هل يعقل أن يكون وزير الداخلية بالأمس وزيرا للتعليم اليوم؟
هوية بريس – د.محمد عوام
رقي الدول يقاس بالتعليم، ومكانة رجل التعليم، والدول المتخلفة الفاسدة تعنى بالمهرجانات التافهات، وتحط من التعليم، فيسهل على غيرها السيطرة عليها، وتوجيهها، فتنقاد له مثل السائمة نحو حتفها.
ومن أراد أن يعرف حقيقة التعليم ببلادنا، فلينظر، منذ فجر ما سمي بالاستقلال، إلى مكانة رجل التعليم، والبرامج التي تعد التي يسمونها بالاستعجالية، لن يجد فيها أي مخطط استراتيجي للمستقبل، بناء على مقوماتنا الحضارية وقيمنا الدينية والمجتمعية، وحاجاتنا المستقبلية، وانفتاحنا الهادف الرشيد. ولن يجد كذلك ما يحفظ كرامة الأستاذ، ويرفع من قيمته.
والأدهى والأمر أن أغلب من كانوا على التعليم، واستوزروا بينهم وبين التعليم بعد المشرقين، فأنى لهؤلاء أن يفكروا بجدية ومسؤولية في قضايا التعليم تخطيطا وكرامة وبرمجة مستقبلية. فهل يعقل أن يكون وزير للداخلية بالأمس وزيرا للتعليم اليوم، من العقلية الأمنية والاستخباراتية والمخزنية إلى التعليم وما يتعلق به؟!
فكيف يستقيم تعليمنا في ظل أوضاع مزرية، وأنظمة متردية هالكة، وواقع بئيس؟
أنى له أن ينصلح حاله، ويستقيم مآله.
إن استقرار وضعية رجل التعليم الاجتماعية والمهنية قمن بها أن تنجح في إصلاح التعليم واستقراره، وإصلاح برامجه كفيلة بنشدان رقي حضاري وعمراني.
وهذان لا يحصلان في ظل وضعية هيمن عليها الفساد والاستبداد، لأنهما يقضيان أولا على العلم والمعرفة، فالاستبداد عدو العلم والمعلم، صديق حميم للجهل والجاهل، بهما يقود، ويحكم ويسود، والله المستعان وعليه التكلان في إراحة البلاد من الفساد والاستبداد.