بعد اغتيال العاروري.. هل يتدخل “حزب الله”؟!
هوية بريس- محمد زاوي
اغتال الكيان الصهيوني، يوم أمس الثلاثاء، القيادي في حركة “حماس” والمقيم حاليا في بيروت اللبنانية، صالح العاروري رفقة أعضاء آخرين، بواسطة طائرة مسيرة وجِّهت لهذا الغرض. ويأتي هذا الاغتيال كخطوة متقدمة لتنفيذ أهداف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والتي من أبرزها -حسب الاحتلال- القضاء على حركة “حماس” وكسر شوكتها العسكرية والسياسية. الاغتيال ليس جديدا على “حماس”، فهل يفي اليوم بأغراض استحالت بالأمس؟!
ليس هذا مقالا لمناقشة مدى تأثر “حماس” بسياسة الاغتيالات، وإنما لتحليل علاقة إيران و”حزب الله” اللبناني بالذي جرى، خاصة وأن الاغتيال نُفّذ على الأراضي اللبنانية التي حذر حسن نصر الله من انتهاكها في خطاب سابق. وقد كان زعيم “حزب الله” واضحا في رسائله ذات الخطاب، حيث قال إن “حزب الله لن يسمح بالعودة إلى مستنقع الإغتيالات في لبنان، وبالتالي فأي اغتيال ينفذ داخل الأراضي اللبنانية، وتجاه أي طرف من أطراف المقاومة، سيتم الردّ عليه”.
فماذا كان ردّ “حزب الله” بعد اغتيال العاروري ورفاقه؟ بيان “حزب الله” الصادر بعد حادثة الاغتيال أكد مضمون خطاب نصر الله، فجاء فيه أن “اغتيال العاروري اعتداء خطير على لبنان وشعبه وأمنه وسيادته ومقاومته”، وأنه “تطور خطير في مسار الحرب بين العدو ومحور المقاومة”.
وشدد “حزب الله” في ذات البيان على أن “هذه الجريمة لن تمر أبدا من دون رد وعقاب”، دون أن يحدد طريقة ذلك ولا مكانه وزمنه، وأيضا دون أن ترد في نص البيان عبارة “في الوقت المناسبة وبالطريقة المناسبة”، ما يشير إلى أن الردّ قد يكون مباشرا لا ينتظر توفر شروطه الضرورية في سياق جد مضطرب ومتوتر.
“حزب الله” أمام سيناريوهات عدة، لعل أبرزها:
-أن يؤجل الرد إلى حين، في شروط مناسبة تصب في مصلحة الحزب لا في مصلحة الكيان الصهيوني الذي بادر بالاغتيال. وهنا سيكون “حزب الله” قد تأول في الردّ بإخضاعه لسياسته في الحرب القائمة، وهو المعنى الفعلي ل”الوقت المناسب والطريقة المناسبة”.
-أن يبادر بردّ مباشر تحَسَّبه الكيان الصهيوني، وقرر مسبقا ألا يردّ عليه لأنه يدخل في إطار دفاع “حزب الله” عن حدوده. وبالتالي يكون الكيان قد حقق غرضه في تصفية قيادات “حماس”، دون أن يدخل في حرب مع حزب نصر الله.
-أن يبادر الحزب بالرد ليردّ عليه الكيان بدوره، فتنطلق بذلك حرب إقليمية كبرى بين الكيان الصهيوني وحاميته أمريكا من جهة، وحلف المقاومة من جهة ثانية. وهنا سنكون فعلا بصدد تحول -تغير نوعي-في مجريات الحرب، التي قد تطول وقد تجر معها أطرافا أخرى من الغرب أو الشرق!
ماذا تقول إيران؟! الراجح أنها لن تخوض الحرب بشكل مباشر حتى لا تتورط فيها أمميا وقانونيا، وذلك ما يؤكده تصريح الخارجية الإيرانية بعد حادثة الاغتيال. تقول إن “الاغتيال تهديد السيادة والأمن القومي للدول”، وتقول إنه جاء كتعويض عن “خسائر الكيان في الحرب”. وهذا تصريح كتِب بلغة التحليل، مَن كتبه يتحرك في المنطقة بأساليب أخرى غير الأسلوب المباشر!