“المغرب والسنغال: مقاربات في التاريخ والأنثروبولوجية الثقافية” موضوع أطروحة جامعية
هوية بريس – د. يوسف الحزيمري
“المغرب والسنغال: مقاربات في التاريخ والأنثروبولوجية الثقافية” كان موضوع أطروحة لنيل شهادة الدكتـــوراه في التاريـــخ المعاصــر والراهـــن بجامعة ابن زهر بأكادير، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، مركز دراسات الدكتوراه ابن زهر، بنية تكوين الدكتوراه: التاريخ الجهوي للجنوب المغربي، مختبر البحث: المغرب في إفريقيا: التاريخ، الذاكرة والمحيط الدولي، والتي تقدم بها الطالب الباحث “الحنافي روصافي” تحت إشراف الأستاذ الدكتور “عبد الكريم مدون” للموسم الجامعي: 2023/2024. وذلك يوم الأربعاء 31 يناير 2024م، بفضاء الإنسانيات.
وقد تكونت لجنة المناقشة من السادة الدكاترة وهم:
الأستاذ الدكتور أمحمد إحدى رئيسا (المغرب)
الأستاذ الدكتور عبد الكريم مدون مشرفًا (المغرب)
الأستاذ الدكتور محمد المختار جي عضوا مناقشا) السنغال )
الأستاذ الدكتور محمد بو زنكاض عضوا مناقشا (المغرب)
الأستاذ الدكتور محماد لطيف عضوا مناقشا (المغرب)
الأستاذ الدكتور الحسين بواليعقوبي عضوا مناقشا(المغرب)
ويأتي البحث في هذا الموضوع حسب الطالب الباحث في كون “مجال البحث في التاريخ الثقافي لبلدان إفريقيا الغربية خصب ما يزال يحتاج إلى استثمار جهود الباحثين”، لذا استقر رأيه “على معالجة تاريخ المغرب والسنغال من منظور الأننثروبولوجيا الثقافية، بهدف محاولة فهم مجمل العناصر والمكونات الثقافية والحضارية المؤتلفة أو المختلفة بين البلدين، واستيعاب دورها في تحديد مساراتهما واختياراتهما الاستراتيجية على المستويات السياسية والاقتصادية والفكرية”
وقد أطر الباحث لموضوعه بإطار مكاني هو المغرب والسينغال، وآخر زماني هو القرن التاسع عشر والعشرين الميلاديين.
أما بخصوص أهمية الموضوع فقد أجملها الطالب الباحث في التالي:
-اشتغاله باستجلاء وكشف الاختلافات والتشابهات الثقافية بين المغرب والسنغال؛
-إبراز ما خفي من التمثلات والذهنيات المرتبطة بهذا الموضوع؛
-رصد أهم التحوالت والمخاضات الثقافية التي صاحبت الفترة االستعمارية، وكيف انعكست على المشهدين الثقافي والفكري في كال البلدين؛
-رصد مدى التغيير الناتج عن التواصل مع الوافد الجديد (المستعمر الفرنسي) في كلا البلدين المستعمرين؛
– فهم الاهتمامات الثقافية والاجتماعية المشتركة بين المغرب والسنغال، والتي يحملها الأفراد والجماعات معهم؛
-تحويل مقاربته لقراءة ثقافة البلدين إلى لغة في خدمة السياسة والمجتمع والاقتصاد، وإبراز التنظيم المحكم الذي تعتمد عليه المنطقتان لضبط سياستهما الداخلية والخارجية؛
هذا وقد انطلق الباحث في أطروحته من مجموعة من الإشكاليات المرتبطة بالإشكالية المركزية، محاولا الإجابة عنها في بحثه، وهي:
– ما هي الخصائص الجغرافية والتاريخية والثقافية للبلدين المعنيين بالدراسة؟
– ماهي أهم مجالات التثاقف المؤثرة في العلاقات بين البلدين؟
– كيف تأثرت السنغال بالثقافة المغربية والعكس صحيح؟
– ما هي أوجه وأشكال الاختلاف والائتلاف بين الثقافتين المغربية والسنغالية؟
– ما مدى تأثير العلاقات الثقافية بين البلدين بالوجود الفرنسي وهيمنته الثقافية إبان احتلاله لهما؟
– ماذا استفاد كل من المغرب والسنغال من الروابط الثقافية التي تجمعهما من النواحي السياسية والاجتماعية والاقتصادية؟
– ما هي أهم المنجزات الثقافية لزعماء البلدين بعد الاستقلال؟
وخرج الطالب الباحث من خلال بحثه بمجموعة من الخلاصات والاستنتاجات والقضايا، تستجيب للبنية العامة لأطروحته من بدايتها إلى نهايتها، منها أن كل الجوانب المرتبطة بتاريخ العلاقات بين المغرب والسنغال يخضع لسياقات تاريخية كثيرة ومتعاقبة تمتد جذورها إلى أعماق التاريخ، وعلى مدى نطاق جغرافي واسع ومنفتح لا محدود. ولم تكن الشهادات المصدرية العربية سوى سردا لمظاهر تجلياتها في العصور الوسيطة، والحديثة، والمعاصرة.
وفي هذا الإطار تنكشف مجالات التثاقف/ التأثير والتأثر للمكونات المادية واللامادية بوضوح في الجانب الثقافي بشكل خاص في تلك العلاقات، ويظهر من خلالها عاملا الثابت والمتحول في المشترك بينهما من منظور الرؤية الأنثروبولوجية – الثقافية.
وميز مناقشة هذه الأطروحة حضور الأستاذ الدكتور “محمد المختار جي” من دولة السينغال باعتباره عضوا مناقشا، ويشغل الدكتور منصب رئيس جامعة مينيسوتا الإسلامية بالسينغال، ورئيس الرابطة العربية الإفريقية بالسويد وعدد من المناصب المختلفة في المجال العلمي والأكاديمي.
وحصل الطالب الباحث بعد المناقشة والمداولة على ميزة ( مشرف جدا).
وتجدر الإشارة إلى أن المغرب والسنغال وقعا مؤخرا مساء الثلاثاء 09 يناير 2024 بدكار مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون الثقافي بين البلدين.
ويلتزم الطرفان من خلال هذه الاتفاقية، بالنهوض بالفنون والثقافة، عبر تشجيع التعاون والتبادل الثقافي، وتثمين التراث وبناء القدرات بين المملكة المغربية وجمهورية السنغال.