احذروا الأرقام الملغومة
هوية بريس – د.خالد الصمدي
اسمع في بعض المحاضرات او في بعض التصريحات او بعض الحوارات والبرامج الإعلامية أرقاما في مجال البحث العلمي فيها نوع من المقارنة المجحفة بين البلاد الإسلامية مجتمعة وأصغر دولة أروبية.
وذلك من قبيل:
أن فرنسا وحدها تترجم من المقالات العلمية في شهر ما لا تترجمه البلاد الإسلامية مجتمعة في سنة.
وأن الكيان يخصص للبحث العلمي من الموازنة ما لا تخصصه البلاد العربية مجتمعة.
وأن ميزانية البحث العلمي به فاقت 4٪ من الناتج الداخلي الخام.
وأن المغرب وضع نصب عينيه في مخططاته منذ ثمانينات القرن الماضي أن تصل ميزانية البحث العلمي به إلى 1٪ من الناتج الداخلي الخام دون أن يصل إلى هذا الهدف في 2023، ولا يزال يراوح مكانه في رقم 0,8٪.
وأن معدل قراءة العربي يعادل صفحة في السنة مقارنة مع عشرات الكتب بالنسبة للاروبي.
وأن وأن وأن من الارقام التي لم أقف لها على أثر في مصدر علمي موثوق أو دراسة علمية موثقة أو عمل صادر عن مؤسسة دولية محترمة مختصة في التقويم، وذلك طيلة اشتغالي بتدبير قطاع التعليم العالي والبحث العلمي وزارة واستشارة مدة عشر سنوات.
ولم اجد لهذه الارقام الملغومة أثرا إلا في خطابات التيئيس التي تصدر عن البعض مع كامل الاسف بحسن نية دون أن يعلم انه بترويج مثل هذه المزاعم إنما يخدم أجندة من يسعى الى وسم الأمة الإسلامية مجتمعة بالتخلف وبث اليأس من أي محاولة للحاق بالركب.
وتصدر عن الآخرين عن سبق إصرار وترصد في سياق أجندتهم المعلومة التي غرصها بث روح اليأس في نفوس كل من يتوق إلى بذل الجهد في البلاد الإسلامية في مجال البحث العلمي والابتكار، ويسعى إلى الارتقاء المنشود.
ألا فتبينوا وتأكدوا قبل أن تروجوا لاي إحصائيات وأرقام غير معلومة المصدر، فالتقويم العلمي الموضوعي يوثق بالإحالة الى المصادر العلمية المحترمة، ولا مجال فيه لعاطفة عاصفة، ولا لإطلاق الكلام على عواهنه.