حماس: الكرة الآن في ملعب “إسرائيل” والإدارة الأمريكية

08 مايو 2024 03:05

هوية بريس – وكالات

قال القيادي في حركة حماس أسامة حمدان، مساء الثلاثاء، إن الكرة باتت الآن في ملعب كل من إسرائيل والإدارة الأمريكية لإتمام مقترح تبادل الأسرى ووقف الحرب على غزة.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده حمدان في بيروت غداة إعلان حماس الموافقة على مقترح قطري مصري لتبادل الأسرى وإنهاء الحرب مع إسرائيل، ورد إسرائيل بأن المقترح “لا يلبي متطلباتها”.

وقال حمدان، في المؤتمر الصحفي: “الكرة باتت الآن في ملعب كل من إسرائيل والإدارة الأمريكية لأن النص الذي وافقنا عليه اعتمدته واشنطن”.

وأضاف أن “موافقة الحركة على مقترح الإخوة الوسطاء في مصر وقطر، هو نتيجة لمفاوضات طويلة وصعبة ومعقدة ومتواصلة طيلة الأسابيع والأشهر الماضية”.

ولفت إلى أنه خلال مراحل المفاوضات “عُرضت مقترحات عديدة، لم تكن تلبي شروط المقاومة، ولا مطالب شعبنا الوطنية، وقد تمسكنا بمطالبنا، وأبدينا المرونة حيث لزم ذلك”.

وأكد أن حماس “أبدت روحا إيجابية ومسؤولة في جميع مراحل هذه المفاوضات، وحاولت تذليل كل العقبات التي كانت تحول دون الوصول إلى صيغة مُرضية” للاتفاق.

واعتبر حمدان أن نص مقترح الهدنة القطري المصري “الذي وافقنا عليه يمثل الحد الأدنى لمطالب شعبنا ومقاومتنا”.

ولفت إلى أن حماس “تعاملت مع مقترح الوسطاء بمرونة عالية، وقدمت تنازلات محسوبة ضمن هذا الحد، الذي لا يمكن بأي حال من الأحوال التنازل أو التفريط بجزء منها”.

وأوضح أن المقترح “يؤمن القضايا الرئيسية لمطالب شعبنا ومقاومتنا المتمثلة في وقف العدوان بشكل دائم، وانسحاب الاحتلال من كامل غزة، وعودة النازحين بحرية، والإغاثة، وإعادة الإعمار، وإنهاء الحصار، وإنجاز صفقة تبادل حقيقية وجادة”.

وأشار حمدان إلى أن “هذا الاتفاق حقق الترابط في تنفيذ مراحله الثلاثة بشكل متواصل، وقطع الطريق أمام الاحتلال، الذي كان يريد إنجاز مرحلة واحدة، يحقق فيها الإفراج عن أسراه لدى المقاومة، ثم يستأنف عدوانه ضد غزة، وهو الأمر الذي رفضته الحركة جملة وتفصيلا”.

ولفت إلى حماس “تلقـت من الوسطاء، في حال الموافقة على مقترحهم، تأكيدات وتطمينات؛ بأنه سيكون لهم دور في إتمام كافة مراحل الاتفاق، والضغط على الاحتلال للالتزام بنصوصه وتنفيذها، وعدم المماطلة أو التهرّب منها”.

وطالب حمدان في هذا الصدد الإدارة الأمريكية بـ”إثبات جديتها ومصداقيتها عبر إلزام (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو بالاتفاق” الذي وافقت عليه حماس.

واعتبر أن موافقة حماس على المقترح المقدم من الوسطاء “وضعت نتنياهو وحكومته في مأزق وأربكت حساباته الشخصية الضيقة”، معتبرا أن “الكرة الآن في ملعب نتنياهو وأركان حكومته المتطرفة”.

ومساء الإثنين، أعلنت حماس قبولها مقترحا قطريا مصريا بشأن تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار مع إسرائيل، فيما كشف مصدر فلسطيني مطلع، لمراسل الأناضول، أن المقترح “يتضمن 3 مراحل مدتها مجتمعة 124 يوما؛ بحيث تكون المرحلة الأولى 40 يوما والثانية 42 يوما والثالثة 42 يوما”.

وتتضمن بنوده، خلال هذه المراحل، تبادلا للأسرى وجثمانيهم، ووقف إطلاق النار وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة، وتجهيزات لإعادة إعمار القطاع.

ورغم ترحيب أطراف دولية عدة بخطوة حماس، صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو برفض صيغة الاتفاق التي وافقت عليها الحركة الفلسطينية، مدعيًا أنه “بعيد كل البعد عن تلبية متطلبات” إسرائيل، وأن الضغط العسكري عبر عملية في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة هو “ما سيجبر حماس على قبول شروط بلاده”.

وصباح الثلاثاء، أعلن الجيش الإسرائيلي بالفعل “السيطرة العملياتية” على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الذي يربط قطاع غزة بمصر، وهو المنفذ البري الوحيد الذي يخرج منه جرحى ومرضى فلسطينيون لتلقي العلاج خارج القطاع.

وفي المؤتمر الصحفي ذاته، استنكر حمدان التصعيد الإسرائيلي الأخير في رفح، وسيطرة جيشها، صباح الثلاثاء، على الجانب الفلسطيني من معبر رفح البري.

وقال إن “اقتحام جيش الاحتلال لمعبر رفح الحدودي مع مصر فجر اليوم، جريمة وتصعيد خطير ضد منشأة مدنية محمية بالقانون الدولي، وانتهاك صارخ لكل الأعراف والمواثيق الدولية”.

وحذر من أن” اقتحام واحتلال الاحتلال لمعبر رفح يهدف إلى مفاقمة الوضع الإنساني في القطاع، عبر إغلاقه ومنع تدفق المساعدات الإغاثية الطارئة عبره لشعبنا المحاصر الذي يتعرض لحرب إبادة وتجويع مُمنهج من قبل الاحتلال”.

كما اعتبر حمدان “اقتحام جيش الاحتلال معبر رفح، وقصفه بشكل همجي وإجرامي، بإصرار من نتنياهو وأركان حربه المتطرفين، محاولة مكشوفة لتخريب كل جهود الوسطاء في إنجاز اتفاق وقف العدوان على شعبنا، وهو في ذات الوقت محاولة يائسة لصناعة صورة نصر موهوم لحفظ ماء وجهه”.

ودعا حمدان في هذا الصدد الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى “عقد لقاء عاجل على مستوى وزراء الخارجية، وأخذ موقف عاجل وفاعل لوقف هذا الانتهاك وإجبار الاحتلال على وقف عدوانه ضد مقدّرات شعبنا وأمتنا”.

كما دعا الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى “الضغط على الاحتلال لوقف هذا التصعيد الذي يهدّد حياة مئات الآلاف من المدنيين النازحين في رفح وعموم غزة”.

وردا على سؤال خلال المؤتمر الصحفي بشأن أحاديث صحفية عن أن شركة أمريكية ستدير معبر رفح من الجانب الفلسطيني، قال حمدان إن معبر رفح “لا بد أن يدار فلسطينيا”.

واعتبر أن ما يثار حول عزم إسرائيل تسليم المعبر لشركة أمريكية هو “عنصرية واستعلاء على الشعب الفلسطيني وعدم تقدير لقدرات هذا الشعب”.

وبوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة، تجري الفصائل الفلسطينية بغزة وإسرائيل منذ أشهر، مفاوضات غير مباشرة متعثرة، للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف الحرب على غزة التي اندلعت في 7 أكتوبر 2023.

وتقدر تل أبيب وجود 133 أسيرا إسرائيليا في غزة، فيما أعلنت “حماس” مقتل 71 منهم في غارات عشوائية شنتها إسرائيل التي تحتجز في سجونها نحو 10 آلاف فلسطيني.

وخلفت الحرب الإسرائيلية على غزة، التي دخلت شهرها الثامن، نحو 113 ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ما استدعى محاكمة تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بدعوى “إبادة جماعية”، وفقا للأناضول.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M