حديث صحيح رواه السامري
هوية بريس – د.خالد الصمدي
السامري في آخر خرجاته يضع كل أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم على المشرحة، ويجعل من رؤيته هو وشيعته للواقع معيارا للحكم على هذه الأحاديث بالصحة والضعف، فما وافق في نظره الواقع كان حديثا صحيحا بالضرورة، تصح نسبته الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو كان مكذوبا عليه، وما بدا له مخالفا للواقع ولو صح سندا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو حديث مكذوب لا أصل له لا يعتمد وإن علا سنده وصح متنه وشهد له كبار المحدثين من العالمين.
وبهذه القاعدة سيصبح عقل الشيخ السامري هو معيار الأمة الإسلامية للحكم على الأحاديث النبوية بالتصحيح والتضعيف عوض جهود علماء الأمة التي أفنوا فيها الأعمار في ضبط الاحاديث المروية بالسند المتصل بنقل العدل الضابط عن مثله الى رسول الله ص من غير شذوذ ولا علة.
فلا قيمة بعد اليوم لما رواه مالك في الموطأ ولا البخاري في صحيحه ولا للامام مسلم ولا لكتب السنن، ولا قول لعالم مجتهد ولا فقيه في تفسير القرآن ولا بيان سنة ولا اجتهاد ولا إفتاء لأن الفقه كله من الماضي، وأن القول قول السامري في كل قديم وجديد، وفي كل فرض ونافلة فهو المصفاة والناخلة.
اقلب الصفحة فستجد السامري لا يتعامل بهذا المنطق الذي تعامل به مع نصوص السنة واقوال الفقهاء والعلماء المسلمين، حين ينظر في أقوال ماقبل الميلاد في ما ينسب إلى افلاطون وأرسطو وكل كلام فلاسفة اليونان الاقدمين، بل تجده يتعامل معها كالمرويات القطعية والنصوص السامية الراقية التي تشكل قمة الابداع البشري، فيصدق كل ما ينسب إليهم من نظريات وأقوال، ولا يعتبرها من الماضي الذي ينبغي تجاوزه، ولا يدعو الى محاكمته صحتها في ضوء الواقع المعاصر لان الانتاج الفكري البشري في هذه الحالة هو تفكير إبداعي تراكمي لا يمكن التعامل معه بمنطق القطيعة والتجاوز المطلق لأن هذا المنطق مخالف لتطوير العلوم و المعارف.
الخلاصة
احرقوا كل كتب الحديث والتفسير والفقه، ولا تؤمنوا الا بنصوص مرت من مصفاة فتحات بطن عجل السامري فكان لها خوار.
فذاك المسلك القويم لمعرفة الصحيح وما عداها فكذب وزور مصيره إلى بوار وبيس القرار.
الأمر بسيط ياسادة يا كرام في التعامل مع تراث الإسلام.
عوضوا رحمكم الله في كتبكم، رواه البخاري برواه السامري وعلى الدنيا السلام.