بالصور والفيديو.. زيارة شيخ قراء السنغال لمدرسة ابن القاضي للقراءات بسلا
هوية بريس – متابعة
تقرير ختامي عن زيارة شيخ قراء السنغال لمدرسة ابن القاضي للقراءات بسلا، المغرب.
استضافت مدرسة ابن القاضي للقراءات بسلا شيخ قراء السنغال المقرئ محمد الحسن بوصو في زيارة علمية امتدت على مدى ستة أيام، بدءا من يوم الأربعاء 29 ماي 2024 وإلى غاية الاثنين 03 يونيو 2024.
وتأتي هذه الاستضافة العلمية في إطار انفتاح المدرسة على الثقافات القرآنية لدول غرب إفريقيا والاستفادة من رجالات العلم البارزين في هذا المجال، كما تروم تعزيز التواصل الديني في مجال القرآن وعلومه بين المغرب والبلدان الإفريقية، خصوصا تلك التي تربطها بالمغرب علاقات دينية وحضارية متينة كالسنغال.
وقد كان برنامج الزيارة العلمية حافلا بالجلسات الحوارية والمحاضرات الهادفة التي استفاد منها المهتمون والباحثون من الأساتذة والطلبة والطالبات من المغرب وإفريقيا.
وافتتحت الزيارة العلمية بحفل استقبال للضيف الشيخ محمد الحسن بوصو صباح الخميس 31 ماي 2024 برحاب مدرسة ابن القاضي للقراءات حيث أعرب مدير المدرسة الشيخ يحيى المدغري عن سعادة شيوخ المدرسة وأساتذتها وطلبتها بالضيف الكريم، وقدم تعريفا بالمدرسة وأنشطتها، ومن جهته ألقى الشيخ محمد البوصو كلمة شكر للمدرسة ولشيخها محمد بن الشريف السحابي، معربا عن تقديره للجهود التي يبذلها الشيخ السحابي في تدريس القراءات وعلومها، ومشيدا بدور المغاربة الريادي في نقل القرآن الكريم وقراءاته لدول غرب إفريقيا منذ دخول الإسلام وإلى يومنا هذا.
هذا الموضوع كان محور محاضرة الضيف في نفس اليوم بمعهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية حيث أبرز أوجه عناية المغاربة بالقرآن الكريم وجهودهم العظيمة في إثراء الدرس القرائي في إفريقيا، مؤكدا على أنه لا توجد إجازة قرآنية في دول غرب إفريقيا إلا وتمر عبر المغرب وتستقر فيه مئات السنين، فشيوخ أهل السنغال وشنقيط وما والاهما من البلاد هم المغاربة.
وختم المحاضر بالتنصيص على أن هذه العلاقات العلمية لا تقتصر على مجال القرءان وعلومه بل هي تشمل الاختيارات الدينية، وتتجلى في وحدة المذهب الفقهي والعقيدة والتصوف.
وفي اليوم الثاني من الزيارة ألقى الضيف برحاب مدرسة ابن القاضي للقراءات محاضرة علمية في موضوع: “القراء والقراءات في إفريقيا” سلط فيها الضوء على أعلام القرآن والقراءات في إفريقيا مبرزا مرة أخرى دور المغرب الريادي في دخول القرآن وعلومه إلى غرب إفريقيا وأيضا دور الأزهر الشريف بمصر في الدرس القرائي بباقي دول إفريقيا، كما فصل خريطة انتشار القراءات والروايات المتواترة بإفريقيا وما عليه الحال اليوم.
وفي يوم الثالث من الزيارة (السبت 01 يونيو 2024) استفاد الأساتذة الباحثون والطلبة والطالبات من دورة تكوينية في رسم المصحف وضبطه من تأطير الضيف الشيخ محمد الحسن بوصو، شرح فيها منظومة شيخه صداف الشنقيطي في خلافيات المصاحف المشرقية والمغربية، وخُتمت الدورة بتوزيع الشواهد على المشاركين.
وفي اليوم الرابع من الزيارة العلمية نظمت مدرسة ابن القاضي للقراءات مجلسا حواريا في قضايا قرائية شارك فيه الشيخ محمد الحسن بوصو والشيخ محمد بن الشريف السحابي والشيخ عبد الهادي حميتو، وكان من تقديم وتسيير الدكتور عبد الواحد الصمدي، وكانت علوم المقرئ أهم النقاط التي تم التطرق إليها، بالإضافة إلى الحديث عن منهج أخذ القراءات بالطريقة المغربية ومدى عناية المغاربة برسم المصحف وضبطه.
وفي ختام المجلس تم تكريم الضيف محمد الحسن بوصو، حيث قدمت له المدرسة المضيفة هدايا، كما قدم له الشيخ عبد الهادي حميتو جزءا من مصحف مصور عن نسخة أصلية من مصحف السلطان أبي الحسن المريني، وألقى قصيدة بليغة في حق الشيخ محمد الحسن بوصو، ثم تقدم الضيف بكلمة شكر وثناء لمدرسة ابن القاضي للقراءات وللشيوخ، وللمغاربة عموما على الضيافة الكريمة والحفاوة العظيمة التي حظي بها طيلة أيام الزيارة.
وخُتمت الزيارة بالدعاء الصالح للضيف الكريم وللحضور، وللمسلمين عامة، ولمولانا أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس بالنصر والتمكين، ولولي عهده مولاي الحسن ولكافة أسرته العلوية الشريفة.
حرر بمدرسة ابن القاضي للقراءات بسلا، يوم الإثنين 04 يونيو 2024.