شيخنا الحبيب إبراهيم بقلال من أفضل ما أنجب أمازيغ الصويرة
هوية بريس – خالد مبروك
هذا شيخنا الحبيب إبراهيم بقلال -حفظه الله- من أفضل ما أنجب أمازيغ الصويرة، نشأ هناك، ثم قدم إلينا في سوس فتخرج من الجامعة شعبة اللغة الإسبانية، مع إتقانه للغات أجنبية أخرى…
يسر الله له العلم الشرعي وفتح عليه في ذلك، ثم بدأ التدريس والتعليم فتخرج على يديه الكثير من الطلبة و الأئمة و الوعاظ و الخطباء..
سنة 1427هـ الموافق لـ2006 م بدأت قصتي مع خطب شيخنا الحبيب إبراهيم بقلال حفظه الله و متع به ونفع، كان ذلك شيئا جديدا علي، إذ لم يسبق لي أن رأيت خطيبا مغربيا يخطب خطبة مرتجلة و بلغة عربية جميلة، مع فن الخطابة و براعة الإلقاء، ثم نبرة صوت تقشعر لها الجلود و تلامس القلوب.. ما اعتدنا أن نرى هذا لا في المساجد و لا في التلفزيون الرسمي، ولا أبالغ إن قلت أنني لم أر من يخطب مثل شيخنا حفظه الله (أتحدث عن نفسي).
في تلك السنوات الأولى كانت خطبه تسجل ب mp3 أو كاميرا ضعيفة جدا أو هاتف لا يرقى إلى المستوى المطلوب ، و كنا حينها نذهب إلى من عنده الخطبة لينقلها إلى هواتفنا عبر الأشعة تحت الحمراء ” l’infrarouge” و ذلك بإلصاق الهاتف المرسِل مع المرسَل إليه، إلى أن ظهر البلوتوث بعده، كان ذلك قبل ظهور مواقع التواصل الإجتماعي التي سهلت انتشار خطبه بفضل الله.
كانت خطبه مُيسَّرة الحفظ، جذّابة، أخّاذة، يتناقل المحبون كلماتها كما كان العرب يتناقلون الأشعار و القصائد فيما بينهم.
شيخنا لا يخطب إلا في العيدين ، و لذلك كانت خطبه مهيأة، محضرة ، منسجمة ، متناسقة الفقرات، و مرتبة المحاور، تسلط الضوء على أبرز أحداث السَّنة، و تحاول معالجة ما يحدث للمسلمين داخل البلد و خارجه، ينتقل في خطبته الواحدة من قضية إلى أخرى بسلاسة و ذكاء دون أن يشعر المستمع بذلك.
ومما تتميز به خطبه كذلك أنها تقض مضاجع خصوم الشريعة، فلا يهنأ لهم بال، و لا يهدأ لهم حال.
الحمد لله أن خطبه جامعة، مانعة، شاملة ، صالحة للدفاع عن أحكام الشريعة ضد خصومها في كل زمان و مكان .. فإن توقف عن الخطبة – لا قدر الله- فإن خطبه الماضية ماضية ، و فيها غنية و كفاية، يكفي إعادة نشرها أو نشر مقاطع منها لتؤدي دورها الذي يشفي صدورنا و يروي غليلنا و ينسف أفكار خصوم شريعة ربنا.. و الله غالب على أمره.
و بما أن الشيخ هذا العام في الديار المقدسة لأداء مناسك الحج ، فإننا ندعو الله أن يرده إلينا سالما غانما ليخطب خطبة عيد الفطر المقبل إن شاء الله، “إن الله على كل شيء قدير“.
نحسبه رجلا صالحا مصلحا نقيا تقيا و الله حسيبه.