شعيرة الأضحى ومنطق التاريخ
هوية بريس- محمد زاوي
تتجدد الدعوة إلى نقد التراث كلما حلّت شعيرة من شعائر المسلمين، وإن هذه النزعات الواردة بين الفينة والأخرى ليست من المعرفة والعلم، فلو كانت كذلك لما أثيرت موسميا ومناسباتيا دون أن يخضعها أصحابها لنقد معرفي مستمر.
النقد تحت قناع “المعرفة”، نقد إيديولوجي أيضا. وليس ضرورةً إيجاد التناقض بين التاريخ ونص القرآن، بل يعززان بعضهما في مواطن عدة لمن أحسن القراءة!
شعيرة الأضحية الإبراهيمية مثلا، مرحلة فاصلة في تاريخ البشرية؛ بها قطع الإنسان مع “القربان البشري” ليصبح هذا القربان شذوذا في تاريخ الإنسان. وقد أثبت الإنسان بغريزيته المستمرة والدائمة أنه في حاجة إلى تذكير هذه الشعيرة في مناسبات عدة، ولو أنه بلغ نضجه لما رأينا الذي نراه اليوم في غ-ز-ة!
إن نظرة في التاريخ لتجد صدى لها في القرآن، وإن نظرة في القرآن لتجد صدى لها في التاريخ.. البحث عن تناقض بينهما محاولة موجهة إيديولوجيا منذ البداية! أما من يحسن الكشف في التاريخ، فسيحسن قراءة القرآن. ومن يقرأ القرآن على علم، فسيجد فيه نزرا من “تاريخ”! أو لنقل: سيجد فيه الخط العام لتاريخ الإنسان.