كتب للتنصير تهدد الأمن الروحي للمغاربة
هوية بريس – متابعة
تعليقا على مقطع فيديو منشور على فيسبوك، تظهر فيه مجموعة كتب تنصيرية، يقول مصوره أنه تباع عند الفراشة، كتب د.رشيد بن كيران “بيع كتب “التبشير” تدعو إلى المسيحية ممنوع شرعا وقانونا في المملكة المغربية وفقا للدستور، ومهدد للأمن الروحي للمواطن المغربي المسلم”.
وأضاف مدير معهد غراس للتربية والتكوين وتنمية المهارات “وتماشيا مع خطة تسديد التبليغ وأهدافها المعلنة فإننا نطالب المجلس العلمي الأعلى بالقيام بواجبه اتجاه هذا الخطر الداهم”.
وتابع بن كيران “كما نطالب وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أن تنزل خطة تطبيقية عملية تتغيا توعية المغاربة بخطورة كتب التبشير”.
كما طالب “وزارة الداخلية التي تمتلك السلطة القانونية لمنع رواج هذه الكتب الخطيرة أن تقوم بواجبها”.
إن مجموعة الكتب التي تظهر على صورة المقال يصطحبها بشكل سنوي كثير من المغاربة إلى أرض الوطن ويدخلونها بيوتهم أو بيوت العائلات التي تستضيفهم، فيطلع عليها كثير من المواطنين المغاربة خاصة المتمدرسين منهم، ويجذبهم الإخراج الفني وأسلوب القصة للاطلاع أكثر على مضمون المنشورات، وهنا يكمن الخطر.
أكيد أن عقائد النصارى المحرفة لن تأثر في مسلم يعرف عقيدته في الله تعالى، ويعرف أن الحق جل في علاه ذكر الخطيئة في كتابه فقال عز وجل: (وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى، ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى) والاجتباء والهداية كانا بعد العصيان.
ولن تأثر عقائد النصارى أيضا فيمن علم أن الله تعالى أخبرنا أن عيسى ليس إلها ولا ابن إله كما يقول الظالمون، وأنه خلق عيسى من غير أب كما خلق آدم عليه السلام من قبل من غير أب ولا أمّ أيضا، فقال عز وجل: (إنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) (آل عمران:59-60).
لكن المشكلة الكبيرة تكمن فيمن يضعف عنده الوعي الديني بشكل كبير، وفي كثير من الشباب الذين اجتالتهم جحافل الإعلام العلماني، وفصلتهم عن حضارتهم وتاريخهم وهويتهم، وممن نشأوا في ظل مناهج تعليم حديثة تغيب التربية على العقيدة والتنشئة على السلوك الشرعي، فصاروا معرضين للتأثر بكل فكر أو معتقد دخيل، سواء تعلق الأمر بحملات التنصير أو التشيع أو الإلحاد أو موجات العنف والتطرف.
ويعظم الخطر ويتنامى حينما تصل المنشورات التنصيرية إلى المؤسسات التعليمية وإلى يد الأطفال والقاصرين، حيث كتب أحد أساتذة التربية الإسلامية على حائطه بالفيسبوك معلقا أيضا على الصور المرفقة بالمقال: “هذه صور لكتب وجدتها عند أحد تلامذتي بالإعدادية لا يعرف محتواها ولا خطورتها، وحينما سألته عن مصدرها أجابني بأنها من أجنبي يتقن العربية ويتردد على منزلهم للزيارة كل صيف”.
وأضاف الإطار التعليمي “بعد تنبيه التلاميذ إلى خطورة هذه المسألة على دينهم وهويتهم، دارت بذهني أسئلة كثيرة موجعة ومقلقة.
أليست حماية أبنائنا وفلذات أكبادنا من هذه الحملات التنصيرية المسعورة داخلة في تحصين أفكارهم وحمايتها من كل أفكار دخيلة ومتطرفة؟
ألا يجدر بمؤسساتنا الدينية أن تجدد خطابها، وتحدث وسائلها، وتنفتح على المسلمين أصالة فتعرفهم بدينهم وتحصنهم من كل دخيل؟
ألا يجدر بالجمعيات المزعومة -التي تدعي الدفاع عن الطفل- أن تتصدى لمثل هذه الهجمات التنصيرية؟
أسئلة وأخرى تظهر الواجب الثقيل على كاهلنا تجاه هذه الأجيال الصاعدة. فلنقترب منهم أكثر. ولننصت إليهم أكثر. ولنراقب تصرفاتنا وسلوكياتنا أمامهم لنكون قدوة صالحة لهم. ولنحبب أنفسنا إليهم بمختلف الوسائل والطرق. فإنهم إن أحبونا ووثقوا واقتدوا بنا، ولم يلتفتوا لغيرنا. أما إن ابتعدنا عنهم ووضعنا بيننا وبينهم سورا من الغلظة والعنف أخذهم غيرنا”اهـ.