باحث مغربي يكتب: صليت في أحد المساجد فشممت رائحة خاصة!
هوية بريس – عبد الله التازي
علق الدكتور إدريس الكنبوري، الكاتب والباحث المغربي، على الحال التي آل إليها أمر المسجد في واقع المسلمين المعاصر مقارنة بما كان عليه الأمر زمن النبوة.
وقال الكنبوري، في تدوينة على حسابه الرسمي على فيسبوك ” للمساجد رائحة. صليت هذا المساء المغرب في أحد المساجد فشممت رائحة خاصة؛ هي رائحة السكينة والطمأنينة والسلام. يبدو أن المسجد أصبح اليوم المكان الوحيد الذي يذكرك بالدين؛ تلجه فتجد مجتمعا مغايرا؛ هو نفس المجتمع؛ لكنه ما إن يتخطى عتبة الباب حتى يصبح مجتمعا آخر”.
وأضاف الباحث والأكاديمي المغربي ” لو خرج مجتمع المسجد إلى المجتمع كما دخل لتغيرت الحياة تماما؛ لكننا ألحقنا المسجد بالمجتمع بدل أن نلحق المجتمع بالمسجد؛ لذلك أصبحت لحظة الصلاة لحظة عابرة بين ركام من الفوضى. يقول المقبل على الصلاة “إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين”؛ لكنه يأخذ منها الصلاة فقط ويترك الباقي؛ وقد لا يأخذ من الصلاة سوى الوقوف؛ فرقنا بين الصلاة والنسك والمحيا والممات؛ فصارت الصلاة في جهة والبقية في جهات”.
وأوضح الكنبوري ” لذلك كان أول ما قام به النبي صلى الله عليه وسلم عند دخوله المدينة بناء المسجد قبل كل شيء. نقرأ عن هذه الفترة فنرى أنهم يقولون لإقامة الصلاة لأنها عماد الدين؛ لكن الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم أقام المسجد لأنه كان يريد إقامة المجتمع الجديد. الإسلام جعل الأرض كلها مسجدا لإقامة الصلاة المفروضة؛ لكنه جعل المسجد لإقامة المجتمع”.
وشدد الدكتور إدريس الكنبوري على أن المسجد ظل ” رهانا سياسيا لتطويع المسلمين. عندما غزا نابليون مصر كان أول شيء قام به أن دخل الجامع الأزهر بخيوله؛ واليوم تفتح جميع الأبواب ليلا نهارا في بلاد المسلمين إلا باب المسجد؛ يغلق المسجد بعد الصلاة مباشرة ويبقى باب الحانة إلى الصباح؛ ولا تشن الحرب العلمانية اليوم على شيء قدر ما تشن على المسجد؛ لا يخاف الناس الكنيسة أو المعبد لكن يخافون المساجد”.