صافحت هذا الصباح منشورا يوضح الرواتب التي تقاضاها بعض الممثلين والممثلات عن أعمالهم الرمضانية هذه السنة، والحقيقة لم أملك إلا أن أسأل نفسي سؤالا ساذجًا: هل الملايين التي يتقاضاها هؤلاء كالملايين التي نحلم نحن بامتلاكها؟
أعرف بعض الموظفين بقطاع التربية والتعليم ينتظرون بشغف منذ سنوات أن تتعطف عليهم الوزارة وتكمل سقف المليون الواحد -فقط- ولكن دون جدوى، ثم يأتي ممثل كحسن الفذ ليتقاضى 300 مليون على دقائق التهريج التي يمارسها يوميا؟ في حين تراوحت رواتب أرباب سلسلات الحموضة “سيت كوم” ما بين 5 ملايين و30 مليون!!!
(من استُغضب فلم يغضب فهو حمار)!!
ما القيمة المضافة التي يستفيدها المواطن المغربي من هذه البرامج سوى هدر الوقت وتسريب المزيد من القيم المغلوطة، والجرأة أكثر على فعل المنكرات؟ لماذا تُصاب أموال الدولة بالإمساك كلما طالب بها الموظفون الشرفاء الكادحون، ويعتريها الإسهال الحاد حين تطالب بها الجهات الراعية للتخريب الفكري والعقدي والسلوكي؟
(من استُغضب فلم يغضب فهو حمار)!!
نحن لا نقول هذا حسدا من عند أنفسنا، ولا غيرة من هؤلاء، ولا طمعا في الحصول على ملايينهم، ولكن الأمور تُساس بالعقل والمنطق، الأجر يجب أن يكون موازيا للعمل والجهد وأثره، فماذا قدم هؤلاء للمغاربة حتى يقاضوا هذه المبالغ الهائلة؟!
(من استُغضب فلم يغضب فهو حمار)!!
مهازل الإنتاج الرمضاني تتكرر كل سنة، ولا من رقيب ولا حسيب عليها، بدل أن يعكف القوم على تهيئ برامج ترقى بالروح الإيمانية للمغاربة، وتوجههم نحو التدين الصحيح، نجدهم يصرون بثبات على المضي قُدما نحو الإجهاز على كل القيم الدينية والأخلاقية، ومن ابتلاه الله بمتابعة هذه السلسلات سيلاحظ فعلا أن القاسم المشترك بينها هو “اللاشيء”، حوارات بديئة كتلك التي يتمازح بها الصبية فيما بينهم، ومواضيع مبتذلة لا تلامس الواقع المرير للمغاربة، واستهتار تام بالشهر الفضيل وما يلزمه من خشوع وانضباط .. ليتهم يتوبوا ولو شهرا في السنة!!