الإسلام ودعوى القومية
هوية بريس – د.يوسف فاوزي
من أصول دين الإسلام العالمية؛ أي أنه دين عالمي يسع الشعوب كلها؛ لا فرق بين عربي وعجمي إلا بالتقوى؛ وهذا أصل عظيم قرره القرآن الكريم؛ قال سبحانه: (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا) [الأعراف:158].
وجعل معيار التفاضل التقوى وليس العرق أو القبيلة؛ قال سبحانه: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) [الحجرات:158].
ولذلك كان الصحابة رضوان الله عليهم من أجناس مختلفة؛ فأبو بكر رضي الله عنه عربي أصيل من أشراف قريش؛ وسلمان الفارسي رضي الله عنه من بلاد فارس (بلاد إيران اليوم)؛ وبلال بن رباح رضي الله عنه حبشي (بلاد إثيوبيا اليوم)؛ وغيرهم من الأجناس الأخرى؛ فكانت رابطة العقيدة الإسلامية مؤلفة لقلوبهم جامعة بينهم؛ لا فضل لأحد على الآخر إلا بالتقوى؛ وكان من تربية النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه نبذ العصبية القبلية لأنها من موروث الجاهلية الأولى؛ فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: (كسَع – أي ضرب- رجُلٌ مِن المُهاجِرينَ رجُلًا مِن الأنصارِ، فقال الأنصاريُّ: يا لَلأنصارِ وقال المُهاجريُّ: يا لَلْمُهاجِرينَ، قال: فسمِع النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ذلك فقال: (ما بالُ دَعْوى الجاهليَّةِ)؟ فقالوا: يا رسولَ اللهِ رجُلٌ مِن المُهاجِرينَ كسَع رجُلًا مِن الأنصارِ، فقال: (دَعُوها فإنَّها مُنتنةٌ).
أنهى عليه الصلاة والسلام العودة إلى أعراف الجاهلية القائمة على العصبية والأخذ بالثأر؛ لما في ذلك من شيوع الفوضى وسفك دماء الناس.
من هنا كانت عالمية دين الإسلام ضمانا لأتباعه من آثار العصبية القومية؛ وسبيل تحصيل وحدتهم؛ وقوة كلمتهم بين بقية الشعوب والحضارات؛ فلا مجال للحديث عن إسلام عام وآخر خاص؛ إن اسلام عربي وآخر عجمي؛ لما في ذلك من تشتيت للأمة المحمدية؛ واضعافها أمام أعدائها.
والتاريخ شاهد على مدى استفادة أعداء الأمة في القديم والحديث من فكرة القومية لسهولة تفريق المسلمين واضعافهم؛ ففي المغرب مثلا ابتدع المستعمر الفرنسي فكرة الظهير البربري؛ وهو اسم مختصر للظهير المنظم لسير العدالة في المناطق ذات الأعراف البربرية التي لا توجد بها محاكم شرعية؛ كان ذلك سنة 1930.
وهدف هذا الظهير عزل الأمازيغ المغاربة عن الشريعة الإسلامية؛ بدعوى أن القبائل الأمازيغية ليست مسلمة؛ بل هي قبائل لها أعرافها الخاصة المنظمة لحياتها اليومية؛ ولذلك انتفض المغاربة علماء وعوام ضد هذا الظهير الشيطاني؛ لعلمهم أنه فكرة استعمارية تسعى للتفريق بين المسلمين على أساس عرقي يجعل منهم لقمة سائغة للمحتل الفرنسي.
فكانت مقاومة الظهير البربري الفرنسي بالمغرب تجربة مغربية فريدة؛ جسدت قناعة المغاربة بعالمية الإسلام؛ وأنه لا وجود لإسلام عربي وآخر أمازيغي أو أوروبي أو هندي أو أمريكي؛ هذه كلها مصطلحات دسها أعداء الإسلام في كثير من القنوات والمنابر الإعلامية لترويج مغالطة فكرية خطيرة تسعى لإثارة الفتنة والشقاق بين المسلمين؛ واضعافهم في حرب المواجهة مع عدوهم.
إن الواجب على الدعاة والعلماء والمصلحين تنبيه الناس لخطورة الفكرة القومية؛ وما لها من نتائج سلبية خطيرة على وحدة الأمة.
والله غالب على أمره.
جزاك الله خيرا الدكتور فوزي ونفع بكم .
●أما عن القومية الجاهلية فهي تخالف أصل الولاء والبراء …
ثم السؤال ماذا قدم القومجيون للأمة غير الخراب والإحتلال الكافر لبلداننا الإسلامية .
نسأل الله أن يوحد صفوفنا وكلمتنا ويعلي فينا راية الإسلام والتوحيد.
( إن ينصركم الله فلا غالب لكم).