حتى لا تكون أضحوكة عند أهل الاختصاص
هوية بريس – خالد مبروك
حتى لا تكون أضحوكة عند أهل الاختصاص، عندما تفكر في نقد فكر أو فرقة أو أي شيء فإياك أن تتكلم فيه دون أن تحيط به علما.
الذين يتكلمون في “علوم الحديث” دون معرفة تاريخه ومراحله وأبوابه و مناهج المحدثين و علم الرجال والتخريج ودراسة الأسانيد وغير ذلك مما أعجز وأبهر كل من نظر نظرة واحدة في هذا العلم العظيم، هؤلاء لو اطلعوا على كتاب واحد في هذا العلم لقالوا: “رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَؤُلاءِ العُلَماء بَاطِلًا سُبْحَانَكَ“.
– عبد الله بن المبارك لما قيل له: هذه الأحاديث المصنوعة الموضوعة (المكذوبة)؟ قال: يعيش لها الجهابذة، وتلا قوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}.
– وقال يحيى بن يمان في أئمة الحديث: “إن لهذا الحديث رجالاً خلقهم الله عز و جل منذ يوم خلق السماوات و الأرض، وإن وكيعاً منهم”، وكيع بن الجراح الملقب بالتنين.
– و لما أخذ الخليفة هارون الرشيد زنديقاً فأمر بضرب عنقه لِما ينشر من الفتنة في دين الله قال له الزنديق: لمَ تضرب عنقي؟ قال: لأريح العباد منك. فقال: يا أمير المؤمنين: أين أنت من ألف حديث؟ وفى رواية من أربعة آلاف حديث وضعتها فيكم، أحرم فيها الحلال، وأحلل فيها الحرام ما قال النبى منها حرفاً؟ فقال له هارون الرشيد: أين أنت يا عدو الله من أبي إسحاق الفزاري وعبد الله بن المبارك !؟ ينخلانها -نخلاً- فيخرجانها حرفاً حرفاً؟”.
نحن لا نخاف على حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم من التخريف كما لا نخاف على كتاب الله من التحريف.
ومازالت أسانيد القرآن و الحديث تتصل جيلا بعد جيل إلى قيام الساعة..
ولا يطبع مصحف ولا ينشر حتى يُعرض على أهل القرآن الذين حفظوه بسندهم المتصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثم جبريل ثم رب العالمين.
وهكذا فعلوا بالحديث.. فالحمد لله على نعمة الإسلام المحفوظ من التحريف والتبديل والتغيير.